يتكون الماء من اتحاد ذرة أكسجين مع ذرتيْ هيدروجين، وهو يغطي ثلاثة أرباع كوكب الأرض، ويشكل 60% من وزن أجسامنا أيضا.
وإذا كان الشخص يستطيع البقاء من دون طعام لأيام وربما أسابيع، وذلك يعتمد على ما يحتويه جسمه من دهون، فإنه لا يستطيع البقاء من دون ماء لأكثر من بضعة أيام، ويرجع ذلك إلى دور الماء الأساسي في بقائنا على قيد الحياة.
ومعظم الأشخاص يلبون احتياجات الجسم من السوائل بشرب الماء وغيره من المشروبات، لكن يمكن الحصول على الماء عبر تناول بعض الأطعمة، مثل مرق الحساء والكرفس والطماطم والبطيخ.
ويحمي الماء أجسامنا من الجفاف، كما أنه ضروري للحفاظ على وظائف أجهزة الجسم المختلفة بما فيها الجهاز العصبي والعضلات، ومن دونه لا يمكننا البقاء على قيد الحياة سوى بضعة أيام.
وهناك وظائف كثيرة للماء في الجسم، مثل:
- حمل المواد المغذية في الجسم.
- نقل الفضلات التي تطرح من خلاله خارج الجسم.
- يشكل وسطا تذوب فيه الفيتامينات والمعادن والسكريات والأحماض الأمينية (التي تكوّن البروتينات)، مما يمكّن الجسم من استخدامها في عملية الأيض وصناعة الطاقة.
- يشكّل مادة زلقة تخفف الاحتكاك بين أجزاء الجسم المختلفة، وتمتص الصدمات نظرا لطبيعته السائلة.
- تنظيم حرارة الجسم عبر دوره في عملية إفراز العرق بتبخره ممتصا الحرارة الفائضة في الأنسجة.
- يعطي الدمَ حجمه ويحافظ على ضغطه من الهبوط.
وعندما يقل الماء في الجسم ينخفض حجم الدم، وهذا يحفز جزءا من الدماغ اسمه تحت المهاد (هيبوثالاماس) ليطلق سلسلة من الإشارات تجعلنا نشعر بالعطش، مما يدفعنا لشرب الماء وتعويضه. أما إذا فشل الجسم في الحصول على الماء فتظهر عليه أعراض التعب والضعف وفقدان الشهية، ثم تتطور إلى فقدان القدرة على النوم وضعف التركيز وتسارع التنفس، ثم تنتهي بالموت.
ويوصي الأطباء بشرب ما لا يقل عن لترين من الماء إلى ثلاثة يوميا حتى يقوم الجسم بوظائفه الحيوية وتقلّ مخاطر الحصى الكلوية التي يزيد من احتمالها نقص حجم البول وارتفاع تركيزه.
ولا يخرج الماء من الجسم عبر الجلد والبول فقط، وإنما من خلال الرئتين أيضا. ويجب على الإنسان أن يحافظ على كمية كافية من السوائل في جسمه حتى تعمل وظائف الجسم بسلاسة، لذلك يُنصح بعدم الانتظار حتى نشعر بالعطش، بل يجب شرب الماء من حين لآخر.
ويشكل الماء في العصائر والألبان والحليب أكثر من 90% من تركيبتها، وفي الخضار والفواكه 80%. أما المعكرونة والبقول المنقوعة في محتوى سائل فنسبة الماء فيها 60%. كما يشكل الماء في اللحوم 50% من وزنها.
في المقابل يجب علينا تقليل المشروبات التي تحتوي على السكر، كالمشروبات الغازية والعصائر، لأنها تعطينا الماء مع كمية كبيرة من السعرات الحرارية التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن. كما أن السكريات تلعب دورا أساسيا في زيادة معدلات نخر الأسنان.
الوزن
ووفقا لدراسة طبية أميركية نشرت عام 2016، فإن شرب المزيد من المياه يوميًا يجعل الأشخاص يسيطرون على أوزانهم، ويحدّ من امتصاص الجسم جرعات زائدة من السكريات والصوديوم والدهون المشبعة التي تؤدي إلى الإصابةبأمراض القلب.
وأوضح الباحثون بجامعة إلينوي الأميركية أن شرب المزيد من الماء يوميًا يقلل نسب السكر والكولسترول في الدم، بحسب نتائج دراستهم المنشورة في مجلة "التغذية البشرية".
ووجد هؤلاء الباحثون أن تناول ثلاثة أكواب من الماء يوميًا خفّض استهلاك الطاقة الكلي لدى المشاركين في الدراسة بمقدار 205 سعرات حرارية يوميًا، كما خفض نسب امتصاص الجسم للصوديوم والدهون المشبعة.