ننظر إلى جماعة الرأي السياسي بكثير من الشفقة وهي تُنهك نفسها بنشريات عافها الذباب ولا تجد من المحتفين سوى المجموعة ذاتها التي أضحت تتخذ من المناسبات السياسية مصدرا للعيش وملاذا لملء الفراغ ..!
يتحدث محمد يحيظيه ولد أبريد الليل بشهية مفرطة في السفاهة وغياب الحكمة والكياسة السياسية اللذين يفترض أن يحكما تصرفات من هم في سنه وتجربته المفعمة بالنرجسية والإقصاء على أساس اللون والعرق والجهة، وبيع الرفاق إذا تطلب الأمر ذلك.
وليس من الغريب على من يمتلك هذه التجربة الهائلة أن ينتابه القلق والخوف من المستقبل وربما المجهول، لذا نتفهم بحثه عن "الفلش الذاتي" الذي عبر عنه بعد سنوات من الجلوس على رئاسة صندوق الضمان الصحي، وقد عاش كل تلك الفترة يلبس القناع ويصفق بيدين خاليتين من "الشم " .. فهل كان يمارس جريمة التداول من الداخل..؟
يقول ولد أبريد الليل ـ في إحدى مقالاته المدافعة عن النظام الحالي ـ ما مضمونه : "إنه ما لم تكن للطبقة السياسية مدونة شرف تفرض حدا أدني من الكياسة والالتزام فإن السياسة تصبح ميدانا للتناوش والتنابز بالبذاءات ".. وتلك مثالية كنا نتوقعها منكم فماذا حدث حتى ترتد مراهقا سياسيا يوزع الشتائم والأوصاف القدحية ، وهل تعتقدون أن قصاصة محشوة بالتناقض والبذاءة قادرة على أن تخلق وزنا فشل الرفاق في تحقيقه على مدى عمر الدولة الموريتانية التي عايشتم تأسيسها .
في نشريتهم الأخيرة حول منح صفقة بطاقة التصويت لشركة موريتانية بنوا كل ما أصدروه من أحكام وأوصاف قاسية على تخمينات ولم يتذكروا أنها تخمينات إلا بعد أن أفرغوا كل ما في جعبهم من التهم الجزاف واستدركوا في الفقرة الأخيرة من نشريتهم بقولهم : "إذا ثبتت صحة الوقائع؟ " وهذه نظرية أخرى تقدمها المجموعة في فنيات بناء الكذب..!
إن من يبنون آراءهم على مجموعة من التخمينات لا ينتظر منهم إسنادا ولا رد صولة أحرى أن يعول على حشدهم وتعبئتهم لأصوات الناخبين ، في الحقيقة ستساهم "مجموعة الرأي السياسي" بهذه التصرفات في إفشال من أعلنت دعمها لهم فلديها تجربة حافلة في تقديم الدعم السلبي، والظروف مهيأة لها هذه المرة بشكل غير مسبوق، وفي نهاية المطاف ستجلس المجموعة في غرفة مظلمة تمارس عادة العصف الذهني ، وستنتظر أياما وربما أشهرا ليُخرِج لهم "محمد يحظيه " رأيا جديدا ربما ينقلهم به إلى الضفة الأخرى لأسباب يحتاج شرحها لجلسة شاي "وصرة من أشتوكة المعلومة" .. في الواقع لا يشكل الانتقال عيبا سياسيا أو منقصة ولكن يجب الاقتصاد فيه وتقعيده؛ كي لا يتحول مهنيو السياسة إلى لاعبي "سيرْك" يضعون الأقنعة ويرقصون على الحبال لإلهاء الجمهور .
بقلم عبد الله الراعي