عم أخبركم ليلتكم هذه وأنتم ستستنشقون معي عبق سنبلة زكية نقية طيبة مطهرة ؟ أأحدثكم عن الحديث؟ أم عن مكة والمدينة ؟ إن لسنابل الليلة عبق فواح وندى مبارك حين تجتمع الأحاديث النبوية في أماكنها التي خرجت منها (مكة والمدينة ) ذلك ماسنتتبعه من خلال التيمن والتبرك بحديث المصطفى "ص" في أفضل بقاع الأرض ساعة سنرتع مع البخاري في "أبواب الصلاة في مسجد مكة والمدينة "البالغ عددها ستة أبواب؛غير مفتتحة بآية قرآنية حيث نلاحظ مصادفة عجيبة في هذا العنوان: هي أن العدد( ستة )أغلب وروده في القرآن الكريم عن خلق السماوات والأرض، وكأن في ذلك إشارة إلى الرابطة بين السموات وبين مهبط الوحي مكة والمدينة.
احتوى الباب الأول "باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة" على حديث أبي هريرة "لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد.." وحديث آخر عنه "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " وتأكدت الفضلية وهي مؤكدة بالقرآن والواقع والسنة والفعل والقول؛ والباب الثاني عن مسجد قباء وفيه حديث ابن عمر من صلاته فيه كل سبت ورواية ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ليكون البابان اللاحقان عن مسجد قباء ونفس فقرات حديث ابن عمر "الصلاة يوم السب" وإتيانه راكبا أو ماشيا" لتفتح الأبواب حلقها الذهبية عن فضل مابين القبر والمنبر الذي هو روضة من رياض الجنة في حديث عبد الله بن زيد المازني وبإضافة ومنبري على حوضي من رواية أبي هريرة رضي الله عنهم جميعا؛ ليكون الختام هو الآخر باب فضل مكرمة وتاريخ وحاضر ومستقبل "باب مسجد بيت المقدس"وفيه حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي نهايته "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي"
إن الكلام كان عن مكة التي شمس الدين والدنيا والبلد الطيب الذي تلذ فيه الأنفس وتطمئن القلوب؛ أما طيبة الطيبة فهي معدن الفضل ومحط أناخ رحله وهي طيبة الدنيا ومحط السفر إلى الآخرة. أما مسجدها فهو: مسجد رسول "ص"الله الذي بناه بيده وفيه قبره وروضته الشريفة ومنه تضوعت الحضارة لتعم أرجاء المعمورة.
أحاديث الأبواب الستة مكررة تقريبا ومتداخلة موضوعاتها.
كان القرآن قد قرر كل مافي الأبواب عدى "الأعداد" وشد الرحال وفضلية يوم السبت لقباء" وماعدى ذلك فمعلوم معروف.
ولله الأمر من قبل ومن بعد .
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك