الشمس آية من آيات الله، كسوفها علامة على قدرة الخالق جل جلاله، وإذا قامت القيامة كورت الشمس وخسف القمر، وجمع الشمس والقمر.
يكون الكسوف تذكيرا للعباد وتنبيها للغافلين وموعظة لقوم يعقلون؛ لذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم حين تكسف الشمس يلجأ إلى الصلاة، الشيء الذي سيتجلى لنا من خلال ما سجله البخاري في"أبواب الكسوف " البالغ عددها ثمانية وعشرون بابا أولها:"الصلاة في كسوف الشمس" وقد ورد فيه حديث أبي بكرة رضي الله عنه مبينا صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم حين كسفت الشمس، حيث وصفها قائلا: "فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس" وفيه بيان للحالة الفلكية على لسان الصادق المصدوق "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ..."وكل أحاديث الباب تدور في فلك معنى واحد رغم اختلاف الألفاظ؛ حيث تبين جميعا أن الكسوف آية من آيات الله، وتأمر بالصلاة والدعاء .
وفي حديث باب الصدقة في الكسوف تفصيل لطريقة صلاة الكسوف، زيادة على ما ذكر في أحاديث الباب، حيث ورد فيه: "الأمر بالتكبير"، وخشية الله، والخضوع له "لوتعلمون ما أعلم لبكيتم ..."
وتتم صلاة الكسوف بعد الأذان، ويخطب الإمام، ويصلي ركعتين، في كل ركعة ركوعين، وسجدتين.
وينبغي في صلاة الكسوف أن يطول السجود، وأن يكثر من الدعاء والاستعاذة من العذاب، وأن تكون الصلاة جامعة، فيها النساء والرجال و وقد بينت أحاديث الباب ذلك كله.
وفي حديث أسماء الأمر "بالعتاقة في كسوف الشمس" إظهار لكرامة الإنسان، وسعي الإسلام إلى تحريره، وتذكير المالك بمساواة المملوك، وأنهم جميعا عبيد للخالق المقتدر لا فرق بينهم، ولا فضل إلا بالتقوى.
إن ما حدث سنة عشر من الهجرة النبوية من موت ابن النبي صلى الله عليه وسلم "ابراهيم " وحزن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد صاحبه حدث جلل هو "كسوف الشمس" في ذلك اليوم الحزين الشديد الحر في طيبة الطيبة؛ والتي بينت أحاديث الأبواب حالة الرسول بأبي هو وأمي، وحالة الناس صلاة وخشوعا وخوفا...
غير أن العبرة كل العبرة في نهي النبي صلى الله عليه وسلم من عن ربط الآية الإلهية الكونية بموت أحد أو حياته.
ولله الأمر من قبل ومن بعد .
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك