تقرير: رانيا الأمين (smc)
مثلت القمة الأفريقية التاسعة والعشرين بالعاصمة الأثيوبية اديس ابابا فرصة سانحة للسودان لإستعراض جهوده المبذولة تجاه الأزمة الليبية ، وشهدت القمة المصغرة حول الأوضاع بليبيا بحضور رؤساء دول الإتحاد الأفريقي تجديد السودان لموقفه بضرورة الوصول الى حل سلمي للأزمة في ليبيا بين الأطراف المعنية ، وظل السودان يدعو عبر جميع المنابر الدولية الى تحقيق السلام والإستقرار بليبيا عبر تسوية سياسية شاملة لا تستثني أحد وبعيده عن التدخلات العسكرية والأجنبية.
وكان السودان من الدول القلائل التى رفضت التدخل العسكري في ليبيا على الرغم من إن اللواء خليفة حفتر ظل يقدم الدعم والإيواء للحركات الدارفورية المتمردة ، بل انه ثبت بما لايدع مجالاً للشك ان الهجوم الأخير على ولايتي شمال وشرق دارفور كان بدعم حفتر الذي لم يتوان في الإستعانة بالحركات المتمردة للقتال معه منذ بداية الأزمة الليبية.
تمسك السودان بموقفه رغم جميع المتغيرات العسكرية من قبل قوات خليفة حفتر وظل يجدد رفضه لأي تدخل عسكري خارجي في الأزمة الليبية ، وشدد على انه ينبغي أن يكون الحل نابعًا من الليبيين أنفسهم بمعاونة الإتحاد الأفريقي مع التأكيد على أن السودان يقف مع الحل الليبي على أن يشمل جميع الأطراف دون إقصاء لأحد .
واكدت وزارة الخارجية مراراً حرص السودان ودعمه القوي لوحدة التراب الليبي مؤكدة عدم رغبته في أن تقوم أي جهة ليبية بتسليح حركات التمرد الدارفورية او التعاون معها ، وهي الحركات التي يحظى بعضها الآن بالإيواء من قِبل بعض الأطراف الليبية.
يري المتابعون للشأن الليبي ان السودان يتمتع باحترام كبير من كافة مكونات الشعب الليبي ويمكن أن يقوم بدور مهم وفعال في حل الأزمة الليبية والوصول إلى وفاق وسلم، لكن هنالك بعض الأطراف الدولية تسعي بكل ما اوتيت من قوة لإبعاده عن هذا الملف وانها ظلت تسعي لتمكين حفترللإنفراد بحكم ليبيا ووفرت له مرتزقة من حركات دارفور المتمردة التى تقاتل معه. مشيرين الى ان تلك الأطراف حاولت مؤخراً اقحام السودان في الصراع الليبي بل انها دفعت مجموعة خليفة حفتر لاتهام السودان بتسيلح بعض الفصائل الليبية.
وجاء تصريح العقيد أحمد المسماري المتحدث الرسمي لقوات حفتر مستبقاً لقمة الإتحاد الأفريقي التاسعة والعشرون باتهام السودان بدعم وتدريب الجماعات الإرهابية في ليبيا، وتوفير السلاح لهم ، غير ان السودان اعتبر أن تلك التصريحات تنطوي على جملة من الافتراءات والأكاذيب وإنها مليئة بالمغالطات والأخطاء الواضحة في وقت وجددت فيه وزارة الخارجية السودانية اتهامها لقوات حفتر بتهديد الأمن والاستقرار في السودان من خلال دعمها لحركات التمرد في دارفور الذي أدانته أطراف ليبية عديدة.
واوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة د.احمد بلال عثمان للمركز السوداني للخدمات الصحفية ان السودان لا دخل له في الصراع الليبي وانه ظل يدعو الي حل الأزمة الليبية عن طريق التفاوض بين الأطراف مضيفاً موقفنا ثابت داعياً جميع الأطراف للتفاوض والوصول الى حل سلمي وقال بلال لانؤيد “الحرب بين الاشقاء ولا ندعمها” وقال رداً على تصريحات العقيد المسماري الأخيرة ان خليفة حفتر استعان بحركات دارفور وظل يدعمها باسلحة معلومة وادلة ثابتة لدي الجميع ، متسائلاً ماهو دليلهم على دعم السودان للمجموعات الليبية ؟.
وسبق ان اشاد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر بموقف السودان تجاه الأزمة الليبية واوضح إن المواقف السودانية والأممية منسجمة إزاء الأزمة الليبية وأن هناك توافقًا بين السودان والأمم المتحدة تجاه ضرورة إيجاد حكومة قوية تحفظ وحدة واستقرار الأراضي الليبية ، واشار الى دور السودان المحوري في المنطقة.
وتضرر السودان من ممارسات اللواء خليفة حفتر والذي ظل يهدد الأمن والإستقرار في دارفور بشهادة المجتمع الدولي .
وكان مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأفريقي قد ادانا ممارسات حفتر ومحاولاته لزعزعة الأمن في دارفور عبر دعمه لحركات التمرد التي قادت الهجوم الأخير على شمال وشرق دارفور.
لاشك ان السودان عانى الأمرين منذ نظام القذافي الذي ظل يحتضن الحركات المتمردة ويدعمها بالعتاد والسلاح وجاء اللواء حفتر سالكاً ذات الطريق وعلى الرغم من ذلك لم يتخذ السودان اي خطوات تصعيدية تجاه ليبيا والتزم بالوقوف على الحياد في توافق مع رؤية الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي.