إذا أجدبت الأرض واحتبس المطر وضاق بالناس معاشهم وحصرت معيشتهم؛ لجأ المسلمون إلى صلاة الاستسقاء وخرجوا إليها ذكورا ونساء وكبارا وصغارا ؛ ذلكم هو الموضوع الذي سنتناوله مع البخاري في "أبواب الاستسقاء" المشتمل على ثمانية وعشرين بابا؛المفتتحة بخروج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء "خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقى وحول رداءه " وفي الباب الثاني دعاء الصادق المصدوق "اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف " وفيه حديثان الأول :رواه أبو هريرة ومع القوم دعاء بالخير لعياش وسلمة والوليد وكامل المستضعفين وفيه المغفرة لغفار والمسالمة لأسلم؛وفي الثاني واقعة حادثة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وماتبعها من جوع وضائقة
ليكون طلب الناس للدعاء عند القحط ذو حكمة بالغة مثل تحويل الرداء وإقامة الاستسقاء في الجامع الكبير والدعاء في الخطبة يوم الجمعة من غير استقبال للقبلة والاستسقاء على المنبر .
وإن الشريعة السمحاء قد جعلت فتحت للخير أبوابا كثيرة يتوصل بها إلى مكارم الدنيا والآخرة؛ فكان من ذلك الاستسقاء ودعاء يوم الجمعة عند الحاجة لأن كل منهما لحظة قرب من الخالق وخشوع وخضوع له تقدست أسماؤه ؛ وإن من رحمة الخالق ومنه وكرمه أن جعل الدعاء قربة إليه وجعله وسيلة للفرج حين قلة المطر وحين كثرته ذلك مابوب له البخاري في هذه الأبواب ب"باب الدعاء إذا انقطعت السبل من كثرة المطر "
بعد ذلك تحدثت الأبواب عن استجابة الإمام لمن يسأله الاستسقاء؛ وما يجب على أهل الإسلام حين يستشفع بهم المشركون للشأن نفسه؛وبينت الأبواب كذلك حكمة وعبرة الجهر بالقراءة حين تقام صلاة الاستسقاء؛ وتفصل وضعية الشخص حين الدعاء "رفع اليدين" وما يقال عند نزول المطر وحين هبوب الريح والزلازل والآيات.
وفي الباب قبل الأخير كان الكلام عن "باب قول الله تعالى "وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون " وفيه حديث زيد بن خالد الجهني عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح للناس بالحديبية وأخبارهم بماقال ربهم :"...أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن ..."
وفي الباب الأخير حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "خمس لا يعلمهن إلا الله " وحديث ابن عمر مفاتيح الغيب خمسة " وكلا الحديثين بمعاني آية سورة لقمان الواردة بالتنزيل غير النزر من الألفاظ"متى يجيء المطر "
إن في صلاة الاستسقاءشكلا ومضمونا خضوع للرب الجليل وتعظيم للخالق العزيز الحميد؛ وإكرام للبشرية بتعلقها بأسباب والتعبد والفلاح.
ولله الأمر من قبل ومن بعد .
الدكتور:افاه ولد الشيخ ولد مخلوك
[20/5 20:43] +966 50 882 8278: سنابل التراويح (16)
إذا أجدبت الأرض واحتبس المطر وضاق بالناس معاشهم وحصرت معيشتهم؛ لجأ المسلمون إلى صلاة الاستسقاء وخرجوا إليها ذكورا ونساء وكبارا وصغارا ؛ ذلكم هو الموضوع الذي سنتناوله مع البخاري في "أبواب الاستسقاء" المشتمل على ثمانية وعشرين بابا؛المفتتحة بخروج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء "خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقى وحول رداءه " وفي الباب الثاني دعاء الصادق المصدوق "اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف " وفيه حديثان الأول :رواه أبو هريرة ومع القوم دعاء بالخير لعياش وسلمة والوليد وكامل المستضعفين وفيه المغفرة لغفار والمسالمة لأسلم؛وفي الثاني واقعة حادثة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وماتبعها من جوع وضائقة
ليكون طلب الناس للدعاء عند القحط ذو حكمة بالغة مثل تحويل الرداء وإقامة الاستسقاء في الجامع الكبير والدعاء في الخطبة يوم الجمعة من غير استقبال للقبلة والاستسقاء على المنبر .
وإن الشريعة السمحاء قد جعلت فتحت للخير أبوابا كثيرة يتوصل بها إلى مكارم الدنيا والآخرة؛ فكان من ذلك الاستسقاء ودعاء يوم الجمعة عند الحاجة لأن كل منهما لحظة قرب من الخالق وخشوع وخضوع له تقدست أسماؤه ؛ وإن من رحمة الخالق ومنه وكرمه أن جعل الدعاء قربة إليه وجعله وسيلة للفرج حين قلة المطر وحين كثرته ذلك مابوب له البخاري في هذه الأبواب ب"باب الدعاء إذا انقطعت السبل من كثرة المطر "
بعد ذلك تحدثت الأبواب عن استجابة الإمام لمن يسأله الاستسقاء؛ وما يجب على أهل الإسلام حين يستشفع بهم المشركون للشأن نفسه؛وبينت الأبواب كذلك حكمة وعبرة الجهر بالقراءة حين تقام صلاة الاستسقاء؛ وتفصل وضعية الشخص حين الدعاء "رفع اليدين" وما يقال عند نزول المطر وحين هبوب الريح والزلازل والآيات.
وفي الباب قبل الأخير كان الكلام عن "باب قول الله تعالى "وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون " وفيه حديث زيد بن خالد الجهني عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح للناس بالحديبية وأخبارهم بماقال ربهم :"...أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن ..."
وفي الباب الأخير حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "خمس لا يعلمهن إلا الله " وحديث ابن عمر مفاتيح الغيب خمسة " وكلا الحديثين بمعاني آية سورة لقمان الواردة بالتنزيل غير النزر من الألفاظ"متى يجيء المطر "
إن في صلاة الاستسقاءشكلا ومضمونا خضوع للرب الجليل وتعظيم للخالق العزيز الحميد؛ وإكرام للبشرية بتعلقها بأسباب التعبد والفلاح.
ولله الأمر من قبل ومن بعد .
الدكتور:افاه ولد الشيخ ولد مخلوك