الدين الإسلامي دين اجتماعي شامل يدعوا إلى وحدة الكلمة والاتحاد في التعامل وحين قتال العدو وحين الشعائر الدينية (الصوم والصلاة والحج ...)الخ
لذلك سنرتع معكم ليلتكم هذه في واد خصيب من أودية البخاري إنه واد "أبواب الجماعة والإمامة " من كتاب البخاري؛والذي يبلغ عدد أبوابه اثنان وخمسون بابا يفتتحهم بقوله: قال الحسن :"إن من منعته أمه عن العشاء في الجماعة شفقة لها لم يطعها " والله يقول "وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما " فنهى عن طاعة الوالدين حين الشرك فقط؛ وأمر بمعروفهما مدى الحياة؛ ليكون حديث الحرق والتحريق نكاية في المتخلفين وتخويفا للمتثاقلين عن الجماعة ووحدتها وعبادة الله الخالصة في بيوته الطاهرة "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب ..." ثم ورد فضل صلاة الجماعة مبوبا مؤكدا حين صلاة الفجر مع أفضلية التهجير إلى الظهر احتسابا للآثار ذهابا إلى الصلاة وإيابا منها؛ كما جاء التنويه بفضل صلاة العشاء في الجماعة؛ وتبيان فضلية المساجد والجلوس بها والغدو والرواح إليها ومنها؛تكرارا لمعظم أحاديث الأبواب مع أحاديث"الكتب السابقة "
والأبواب من واحد إلى خمسة عشر عن فضلية الجماعة وما ألحق بها؛ ومن خمسة عشر إلى أربعين تحدثت الأحاديث عن الإمام ولبسه وسمته ودله ومحموداته ومكروهاته؛وعلاقته مع الناس ومن يأتم به. وتعامله مع الصبية حين يبكون وحين يلعبون كل هذا إلى أن يخرج الإمام من المسجد؛ وكأن المؤلف يقصد ذلك فبوب آخر كتاب "باب صلاة الليل " ليكون للرجل نصيب منها يأم نفسه ويتعبد الله في بيته.
إنهم أبواب للخير والتربية والتقدم والعطاء؛ بهم تتم الوحدة الاجتماعية ويتجلى السلوك المدني وتبدو روح الأمة متمثلة في "الجسدالواحد" حيث تتجلى تربية الأجيال في تعامل الإمام مع الصبيان وذويهم؛وتدعو (تسوية الصفوف)؛ إلى نبذ العنصرية المقيتة ويرد "المنكب بالمنكب " حفاظا على روح المجتمع ونواته الصلبة.
إن ذلكم تجسيد لروح الشريعة ودلالتها التعبدية الخالصة التي جاءت لتبين للناس ما نزل إليهم. "وصدق الله ورسوله "
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك