سنابل التراويح "6"
شريعة الله تلكم الشريعة الشاملة لمتطلبات الإنسان وخصوصيات خلقه؛ترشده لصالح دنياه وآخرته ماجعلنا نقتطف معكم ليلتكم هذه سنبلة من سنابل التراويح متعلقة ب"كتاب الحيض " من البخاري والذي يشتمل في عدد أبوابه على عددأبواب الكتاب السابق "كتاب الغسل" مفتتحا إياه المؤلف بقول الله تعالى "ويسألونك عن المحيض ..." وهي آية من سورة البقرة تدل دلالة قطعية على المفهوم وتبين الحكم؛ وتنتهي بالحض على الطهارة "ويحب المتطهرين " وهي طهارة تكررت في القرآن تتعلق حينا بالتطهر من الشرك؛ وتتعلق أحيانا بالتطهر من الخبائث.
لترشد أحاديث الكتاب في أبوابها إلى تكريم الإنسان المنصوص عليه في التنزيل "ولقد كرمنا بني آدم " يتضح ذلك من كون الله كتب ماكتب على بنات آدم. وفصل طريقة تعاملهن مع أزواجهن. وحدود التعامل في الأمر والنهي "ولاتقربوا النساء " وظل التعامل مع أزواجهن بعد ذلك في حدود تكفل لهن الكرامة
حيث يغسلن رؤوس أزواجهن ويقرأ بعولتهن القرآن في حجورهن؛ إضافة إلى عدم حرمان الحائضة من حقوقها الشرعية والتعبدية فهي تقضي مناسكها في الحج إلا الطواف؛ وتلك غاية الانسجام والحفاظ على نفسيتها متماسكة.
أما بقية أحاديث الكتاب ففيها تبيان لطبيعة الغسل والامتشاط والتطيب؛ زد على ذلك حديث بعض الأبواب عن بدء المحيض ونهايته وعلاماته ليختتم الكتاب أبوابه بباب "الصلاة على النفساء وسنتها"
وختاما فإن أحاديث الكتاب كلها تؤسس لقيمة الإنسان في الدين الحنيف؛تعطي لكل ذي حق حقه؛وتعظم قيمة العلم وتبرز شمولية جوانبه.
وربك الخالق بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ...
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك