"كتاب العلم " ذلكم الكتاب الثالث في البخاري والذي يحتوى على أربع وخمسين بابا تتعلق بالعلم بطريقة أو بأخرى؛ تتكرر الأحاديث وتتداخل مواضيعها، حيث يفتتح باب الكتاب الأول بقول الحق جل جلاله "يرفع الله الذين آمنوا ..." وهي الآية 11 من سورة المجادلة؛ وفيها دلالة واضحة على قيمة العلم والتعلم؛ ثم آية "رب زدني علما" وهي من مظان المقصد وإن اشتركت معه في التسمية "العلم " ...ليكون الحديث الأول حديث الأعرابي عن الساعة آية فاصلة في "الأمانة " وقيمتها وفوائدها والحث عليها؛ لأن بها قوام الأفراد والجماعات والدول؛ وبدونها "السيبة"والخزي، وهي درجات وأنواع: "الأمانة الكبرى " إنا عرضنا الامانة " ثم الامانة المعهودة والاستئمان ...الخ
وإن مسألة أهل العقاب بندائها النبوي الجهوري الطاهر لترشد هي الأخرى للاقتصاد والتواضع والطهارة والقصد في اللبس واستعمال الماء ونحوه؛ تشجيعا للطلبة على الطلب، وعلى أوليائهم في اختبارهم وتأييدهم نحوا من "النخلة " حين عرفها ابن عمر واستحيا؛ ووقع الناس في البوادى؛إدراج تقريبي ليس من الحديث، وفي قصة ضمام بن ثعلبة ما فيها من البر والصدق والوفاء بالعهد، وتحمل المسؤولية؛ وفي قصة كتاب سرية نخلة التزام الأفراد وانضباط المأمور تبعا لأوامر القائد، الشيء نفسه الذي يتجلى في من مدنية الدولة في " كتاب ختم النبي"ص" وحديث النفر الثلاثة تكلم عنه بعضهم بصيغة التشبيه نعوذ بالله؛ ويؤخذ منه المسارعة للخير وحب مجالسة أهل الفضل والاستفادة منهم كل في تخصصه؛ ولرب مبلغ أوعى من سامع للخير والمكارم الدينية وملحقاتها؛ لذا بوب البخاري في الكتاب "العلم قبل القول والعمل " وأدرج فيه اليسر قبل العسر والتخول بالموعظة وخيرية التفقه في الدين، ثم فهم العلم واغتباطه، وإن قصة الخضر مع موسى له يزيادة على مافي النص القرآني المفصل لها، شأنها شأن الدعاء الذي بعدها في نفس الباب،
وغير بعيد منهما "المجة" التي عقلها صاحبها وهو ابن خمس سنين والتي تكلم عنها في رواية الصبي وفي طبيعة الحادثة نفسها؛ موضحة الهمة وحضور الذاكرة والتعلق بالمشروع الديني الكريم؛ كل ذلك قبل أن يرفع العلم بسبب الزنا وكثرة الرجال وهو أمر مشاهد معاش معلوم معروف.
يوضح المؤلف في كتابه هذا "العلم " معنى المرج كما بينته الأحاديث الشريفة؛ ويشرحه الواقع فيفصله تفصيلا، ثم إن حديث عائشة وإشارتها للسماء وآية ذلك لقصة تبين ما سيكون عليه المؤمن والموقن من تصور لنبيه ودينه بعيدا عن كلام من تكلم في الحديث والواقعة ...
الخمس من الغنم وحديثه والأمر بتبليغه كلها أمور مفصلة في كتاب الله مبينة فيه مؤكدة بين دفتيه.
ولرحلة المسألة في العلم والتناوب فيه لتأخذان من حديث طلاق النبي صلى الله عليه وسلم زيجاته وهي قصة بسطها النص القرآني دلالة وحكمة؛ولغضب الموعظة والبروك على الركبتين؛لهي أوصاف وصفات تتعلق بحدوثها الآني حكمة وموعظة لقوم يفقهون ...
وفي باقي الأبواب من تخصيص يوم للنساء للمدارسة، ومراجعة العلم و إبلاغ الشاهد تكلف إسقاط على العنوان، ولكل منهم دروسه وعبره وحكمه الجليلة، وكذلك حديث الكتاب الذي كان سيكتب واختلفوا فيه فهل من وحي بعد كتاب الله وهل من بلاغ بعد "اليوم أكملت لكم دينكم ؟
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك