اخرج الكاتب و القيادي البعثي محمد يحظيه ولد ابريد الليل مقالا جديدا لكن عن اضراب العمال سنة 1971
و يأتي مقال المتحدث باسم " مجموعة الرأي السياسي " بعد سلسلة مقالات هاجمته على اثر تصريحاته التي أدلى بها على هامش اعلان تأييد جماعته لولد بوبكر
و كتب موظفون سامون و مستشارون بالرئاسة ضد ولد ابريد الليل من بينهم الأمين العام المساعد للحكومة و المستشارين بالرئاسة : محمد ولد الطالب ، كمبا با ، محمد الأمين ولد الداده و هذا نص المقال الجديد المكتوب أصلا بالفرنسية :
"اتصل بي هاتفيا، منذ أربعة أو خمسة أيام، منظم وقائد إضراب العمال في شركة ميفرما، ذلك الإضراب الذي أصاب المؤسسة الإستعمارية بالشلل سنة 1971 لمدة شهرين، وقد كان أطول إضراب في المستعمرات الفرنسية السابقة في جنوب الصحراء، منذ الاستقلال.
كنت أرى دائما هذا الرجل وعلى هامته إكليل من المجد. وأنا أتذكر، كما لو كان بالأمس، ذلك اليوم الذي صدرت إليه التعليمات بالذهاب إلى أزويرات لحمل المشعل الذي سقط يوم 29 مايو 1968، من أيادي المضربين الذين سحقتهم المدافع الرشاشة من أجل مصلحة المساهمين الأجانب في Miferma وحبا في جمال عيون مُمولها الرئيسي، البارون "غي دي روتشيلد". قد لا تعرفون بأن البارون "غي دي روتشيلد" -وهو حفيد المصرفي البريطاني "روتشيلد" الذي كان يمول شراء الأراضي في فلسطين قبل وبعد الإحتلال لإقامة المستوطنات- قد تم توشيحه في تلك السنوات بوسام الاستحقاق الوطني الموريتاني.
أعتقد أنه لا يوجد شيء أكثر إلحاحًا اليوم، فاتح مايو 2019 ، من استعادة ذلك الوسام وتسليمه إلى المواطن الموريتاني الذي جاء من أزويرات مكبلا في الأصفاد، إلى جانب 220 عاملاً تم فصلهم ووصفهم بأنهم بعثيون. هل تريدون معرفة اسم ذلك البطل الذي كان زعيم الإضراب؟ أخشى أن أسدي له بذلك خدمة ضارة. وأنا أشك في أنه يريد أن يتم الكشف عنه مرة أخرى، طالما أن وسامه المستحق لا تزال في دواليب البارون "غي دي روتشيلد". لقد أخبرني هو نفسه الأسبوع الماضي بوفاة محمد الحسن ولد اللود، رحمه الله، وهو الذي كان سنة 1971 أيقونة إضراب عمال شركة نحاس سوميما (التابعة لاحتكارات روديسا بجنوب إفريقيا البيضاء) وقد تم طرده من دون أية حقوق في نفس السنة، إلى جانب عشرين من البعثيين الذين سحقهم البؤس لسنوات طويلة، تماما كما سحق الـ 220 من عمال أزويرات المفصولين بدون أية حقوق، حيث اجتهدت السلطات آنذاك في منعهم من الحصول على أي فرصة للشغل وتحذير أصحاب العمل منهم، ولم يتمكنوا من الاندماج في الشغل إلا بعد عام 1978.
هناك آلاف من الناس مثل الراحل محمد الحسن، الذي يجب علينا احترام ذاكرتهم أو مشاعرهم أو ذرياتهم. وهذه هي الحال بالنسبة لكل من "معط الله" و"بلخير"، وهما من العمال القدامى في الموانئ. الذين تركونا هم أيضاً، وأصبح أبناؤهم يمارسون نفس العمل من بعدهم. لقد انخرط هؤلاء العاملون القدامى في الحركة التي كنت أناضل فيها، في أوائل سبعينيات القرن الماضي. آنذاك، كانوا بالفعل في سن متقدم من النضج، ولم يكن قبول هؤلاء الأشخاص المشاركة في مثل هذه الفعاليات ليحصل بسهولة. ولكنهم التقوا -لأول مرة في حياتهم- بشباب "مثقف" كما كانوا يقولون، تقاسموا معهم مخاوفهم الداخلية ومشاعرهم الدفينة. وعلاوة على ذلك، كشفوا لهم عالماً جديدا من الأمل.. وهو عالم رائع وغير متوقع: لقد ساعدوهم على اكتشاف وعود الثورة.. لأن كل ثورة تهدف إلى إعادة الكرامة للمظلومين".
محمد يحظيه ولد أبريد الليل
مقال: رداً على محمد السالك ولد بهيت،
القلم، 30 إبريل 2017