السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قد لا تكون هذه أعز اللحظات عندي و لا أقربها إلى قلبي، و أنا أكتب لأشرح لكم وضعيتي و قراءتي للحالة العامة التي نمر بها و ما رتبت شخصيا على ذلك.
السيد الرئيس لقد كنت ـ كما تعلمون ـ من المبادرين و المؤسسين لهذا المشروع المتمثل في تكتل القوى الديمقراطية الذي شرفتمونا عند تأسيسه بالتوجيه و المواكبة ثم بالقيادة من بعد و قد أعطيتم فيه بحق ـ كما فعلتم من قبل ـ مثالا على الوطنية و المبدئية، و ما أنا بالنادم على هذه التجربة، و أعتز بأهلها رجالا ونساءً أطراً و شبابا خدمت و إياهم وطناً عزيزاً و حزباً رائداً و أسهمت و إياهم بإخلاص و جدية في معركة تحقيق الديمقراطية و التنمية خدمة لمصالح الوطن التي هي موجهنا الوحيد.
سيدي الرئيس، لعلكم تعرفون معي أني خلال حوالي ثلاثة عقود ما قصرت ـ أثناء هذه المسيرة ـ نضالا و تضحية، و أنني سخرت قدراتي الذاتية و المعنوية و علاقاتي المختلفة لخدمة هذا المشروع السياسي الذي علق عليه موريتانيون كثر آمالا عراضا في التغيير و الإخلاص، و تعلمون معي كذلك أن أوضاع الحزب الداخلية تنظيميا و سياسيا و الحالة العامة للبلد يشهدان تطورات و متغيرات لا يستطيع مثلي و مثلكم تجاهلها و عدم الوقوف عندها.
السيد الرئيس أحمد ولد داداه، تتطلب وضعية الحزب مراجعات عميقة و تتطلب الساحة السياسية و تطوراتها المتلاحقة قراءة تنفذ إلي عمقها، و لأنني ألاحظ أن إلحاح هذه المراجعات غير حاضر عند قيادة الحزب رأيت أن من واحبي أن أتأمل في حالنا و أراجع و أقوّم لأخلص إلى أنه لم يعد يناسبني الاستمرار في حزب تكتل القوى الديمقراطية. و عليه فإنني أبلغكم استقالتي منه، راجياً لكم التوفيق و السداد، و داعياً الله أن ييسر لي من أين أخدم أهداف الإصلاح و الديمقراطية.
و تقبلوا سيدي الرئيس كل آيات التقدير و الاحترام
نواكشوط، بتاريخ 2019/04/11
ذ/ محمد محمود ولد امات
نائب رئيس التكتل سابقاً