تقرير: (smc)
أوضحت تصريحات وفد الحريات التابع لوازرة الخارجية الامريكية الذي زار السودان مؤخراً بشأن التعايش الديني في السودان قناعات جديدة لدي الولايات المتحدة التى تعتبر ملف الحريات الدينية في السودان احد اهم شواغلها إذ أكد الوفد علي الحرية الدينية التي يتمتع بها السودان ، مما يشير الي ان هذا التعايش مبنى علي أسس راسخة وأن الايمان به يمثل سلوكاً للسودانيين.
وكثفت الولايات المتحدة اهتمامها بملف الحريات الدينية في السودان بصورة واضحة خلال الفترة الأخيرة وظهر ذلك من خلال الزيارات المتكررة لرجال الدين المسيحي الى السودان، وخرجت جميعها بانطباعات عبرت عن ارتياح للجانب الامريكي، ومؤخراً كشفت سارا كريس مسؤولة ملف افريقيا بمكتب الحريات الدينية بوزارة الخارجية الامريكية بأن السودان وصل لمراحل متقدمة بشأن التعايش الديني .
وأكد الأمين العام للمجلس الاعلى للارشاد والاوقاف إن الدولة تكفل لرعاياها الحريات الدينية وتمكنهم من اداء عبادتهم دون حجر او تفرقة دينية، مشيراً إلى أن الدستور والقوانين السودانية منحت حرية المعتقد وممارسة الشعائر لجميع الطوائف ، وأكدت ان السودان يشهد افضل حالات التعايش الدينى .
واوضح أن الحقوق والحريات الدينية مكفولة لكافة الطوائف بالسودان وفق الدستور والقانون، مشيراً إلي عدم وجود أي تمييز في المعاملة بين المسلم والمسيحي فالجميع يتمتعون بحقوقهم. وبشأن تصاريح إنشاء الكنائس أوضح الامين العام للوفد الامريكي انها شأن ولائي وان هنالك قوانين تحدد شروط بناء دور العبادة.
وكان مجلس التعايش الديني قد أكد أن التعايش في السودان حقيقة ماثلة ، ودعي للانتقال من مرحلة الدفاع الي مرحلة المبادرات للتوافق علي نهج وآليات لدعم هذا الإتجاه، كما دعا الي التأكيد علي الحريات ووضع اهداف استراتيجية لإستدامة التعايش الديني في السودان وإشاعة ضبط السلوك وتزكية المجتمع وإذكاء ثقافة نبذ الحرب وصولاً لاستدامة سلام اجتماعي .
ولم تكن تصريحات كريس هي الأولى حيث سبق ان أعلن المطران الامريكي كنث كارتر الذي زار السودان مؤخراً في اطار تفقد الكنائس الأسقفية النظامية الأمريكية علي المستوي الإقليمي ، عن ترحيبه بالجهود الرسمية التي تقوم بها الحكومة السودانية تجاه اشاعة الحريات والتعايش الديني بين مكونات المجتمع ، معتبراً أن التوسع في الكنائس والمرافق والمؤسسات التي تتبع لها يعكس رغبة الدولة في دعم وتعزيز التعايش بين المجتمع ، مشيراً الي أنها ابلغ صورة لاتاحة الحريات الدينية، داعياً الي تكثيف الجهود السودانية لعكس الصورة الايجابية لهذا التعايش في السودان الي الخارج ، وتعزيز التعاون بين الكنيسة والدولة في اطار قيم التسامح .
وقال كنث أن ما يشاع عن الحريات الدينية في الخارج لايعكس حقيقة ماتم في السودان وذلك من خلال اهتمام الدولة باوضاع المسيحيين ، مشيراً الي ضرورة التعاون بين الكنائس والمفوضية القومية لحقوق الانسان والمجلس الاعلي للدعوة والارشاد لعكس ما يتم من مجهودات في إطار الحريات الدينية الي المجتمع الدولي .
عقب التصريحات الايجابية التى عبرت عنها سارا كريس دعا الامين العام للمجلس الاعلى للأوقاف والتوجيه والارشاد الإعلام الغربي الى نقل الصورة الحقيقة للحريات الدينية والتسامح في السودان وهو ذات المطلب الذي ظل ينادى به الأب فيليب ساوث فرج وهو احدى الشخصيات القومية من خلال دعوته المجتمع الدولي بمنح السودان جائزة التعايش الدولية، مبيناً ان الوحدة الوطنية موجودة في اعماق السودانيين وانه منذ القدم عرف عن المواطن السوداني فن التعايش.
وجد ملف الحريات الدينية في السودان الكثير من الشهادات التى ظلت تتحدث عن إحترام حقوق المسيحيين وكافة الطوائف الدينية بالسودان مما رسخ قناعات لدي الدوائر في الولايات المتحدة بأن التعايش الديني في السودان يقوم علي اساس الاحترام المتبادل والسوك المتوارث عبر الإجيال، وأن الدين الإسلامي يحتم الديانات و يكفل حرية العبادة والإعتقاد وممارسة الشعائر الدينية، لكن بالمقابل هنالك كثير من دوائر الضغط واللوبيات التى تسعي الى عرقلة اى تقارب لواشنطن مع السودان. وفي اطار تحقيق اجندتها فان ملف الحريات الدينية في السودان يعتبر ورقة رابحة يمكن التلويح بها والضغط على الادارة الامريكية ومنع اي تقارب سياسي مما يحتم استمرار تصحيح الصورة السالبة التى ترسمها هذه الدوائر عن السودان.