انطلقت صباح اليوم بدار الشباب القديمة فعاليات اجتماع موسع ضم كافة أعضاء فروع اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات المعينين مؤخرا للإشراف على العملية الانتخابية في الولايات والمقاطعات والمراكز الإدارية.
وقد كان الاجتماع فرصة للسيد محمد فال ولد بلال رئيس اللجنة ألقى خلالها خطابا أشار فيه إلى حساسية اللحظة التاريخية التي ينعقد فيها هذا الاجتماع التعارفي، والمسؤوليات الجسيمة والواجبات الدينية والأخلاقية الملقاة على عواتق المجتمعين، ومستوى الآمال المعقودة عليهم، وذلك بالنظر إلى الدور المحوري الذي يطلعون به.
ودعا رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أعضاء فروعها إلى مواكبة كلفة مراحل العملية الانتخابية بشكل تطبعه المسؤولية والالتزام والاستقامة والحياد التام.
وفي ما يلي النص الكامل لخطاب السيد الرئيس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أيها الإخوة والأخوات، أعضاء لجنة التسيير؛
الإخوة والأخوات رؤساء وأعضاء اللجان الجهوية والمحلية ؛
أيها الحضور الكريم؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم اليوم - معشرٓ رؤساءِ وأعضاء اللجان الجهوية والمحلية – في مستٓهٓلِّ هذا اللقاء الذي أردناه لقاء تعارف من جهة، وإشارةٓ الضوء الأخضر لانطلاق قطارِ الانتخابات الرئاسية القادمة، من جهة أخرى. ولا شك أنكم تٓعون تمام الوٓعي حسّاسيّة اللحظة التاريخية التي ينعقد فيها اجتماعُنا هذا. كما تٓعون حجم المسؤوليات الجسيمة والواجبات الدينية والأخلاقية الكبيرة التي تنتظركم ومستوى الآمال المعقودة عليكم نظرا للدّٓور المحوري الذي تضطلعون به والعملِ الميداني الذي تقومون به بدءا بالإحصاء الإداري التكميلي ذي الطابع الانتخابي وانتهاء بتنظيم الاقتراع وإعلان النتائج،،، لقد قلت أكثر من مرّة وأكررها الآن إنكم أنتم فرسان الانتخابات.. أنتم رُوّٓادُها ومفاتيحها،،، أنتم القلب الانتخابي النابض الذي إذا صلٓحٓ صٓلٓحٓ العملُ كلُّه وإذا فسَدٓ فٓسٓدٓ العملُ كلُّه.
أيها الإخوة والأخوات؛
عليكم -منذ الآن- أن تُشمِّروا عن ساعد الجِدِّ والعمل وأن توظِّفوا أحسن ما لديكم من مهارات وكفاءات لأداء المهام الجسيمة الملقاة على كاهلكم، والتي تستدعي منكم - نظرا لما تكتسيه من خطورة وحساسية - التحلِّي بالمسؤولية والالتزام والاستقامةِ والحياد. ويتعين أن تكون هذه القيم حاضرة في الأذهان خلال أدائكم لعملكم وأن تُوجِّه نشاطٓكم وتصرفاتِكم خلال الأشهر والأسابيع القادمة. وفضلا عن ذلك، يجب أن تطبٓع السلوك الشخصي لكل واحد منكم وٓقاراً واحتراما وتجردا وإخلاصا، مستحضرين ما يٓأمرنا به دينُنا الحنيف من عدل وصدق، وما تمليه مصلحةُ الوطن. إنّ عليكم البقاءٓ على نفس المسافة من كل الفاعلين السياسيين والمترشحين، وبناءٓ علاقات معهم ومع الإدارة مرنة في الأسلوب صلبة على المبدأ.. علاقات تحكمها جدلية الهدوء والأدب والسلاسة والانفتاح من جهة، والصرامة والصلابة والثبات على مبدأ الحياد والاستقلالية، من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، أؤكد لكم أنّ لجنة التسيير، بقدرما ستعاقِب وتحارب كلّٓ مظاهر التقصير والتّٓهاوُن والإهمال، فإنها ستكون حاضرة معكم أينما كنتم لتُوفِّر لكم الدعم والمساندة لأداء مهامكم على أكمل وجه. وفي هذا الإطار يندرجُ قرارها هذا العام - ولأول مرّة في تاريخها - تعزيزٓ لجانكم بكوادر دعم في معظم الولايات والمقاطعات الآهلة بالسكان حتى تتمكنوا قدر الإمكان من تغطية البلديات والقرى التابعة لكم. وفي نفس السياق، فإنّ اللجنة تنظر حاليا في استحداث آليات تنظيمية تُمكِّن أعضاءٓها الموقرين من تأطير وتوجيه ومتاعبة عملكم عن قرب.
وفي الختام، أغتنم هذه الفرصة لأطمئن الشعب الموريتاني العزيز، بأن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، رغم الإمكانات المالية واللوجستية المتواضعة المتوفرة لديها هذا العام، لن تألُوٓ جهدًا في سبيل الرفع من مستوى الممارسة الانتخابية في كل الساحات والميادين، حتى تكون الانتخابات الرئاسية القادمة على مستوى تطلعات وطموحات شعبِنا الأبي. وإنني على ثقة كاملة في أنّ قدرتٓنا على الاستفادة من تجارب الانتخابات الماضية وما ظهر فيها من نجاحات وإخفاقات سوف تُنير لنا الدّرب في الاستحقاق المُطلّ.
وقل اعملوا فسيرى الله عملٓكم ورسولُه والمؤمنون.
أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.