يتساءل البعض في وسائط التواصل الاجتماعي عن من يكون سعادة السفير محمد أحمد ولد محمد الأمين و ما هو مسوغ انشغاله عن عمله في بامكو بالحملة الانتخابية لأحد المترشحين ؟
و من باب التطفل أقول : أعجب لمن يتابع الشأن الوطني العام منذ بعض الوقت و لا يعرف معالي وزير الداخلية في عهد المجلس العسكري !
و أستغرب من من يرتاد المساجد و لا يسترعي انتباهه في الصف الأول منها محمد أحمد ولد محمد الأمين في أول القادمين و آخر الخارجين
!
و أتساءل كيف يَعزُب عن سمع الانسان الموريتاني النابِهِ ذكر ذلك الحاكم ذائع الصيت في كل من باسكنو و آمرج و الطينطان و توجنين المشتهر بمصاحبة لوحه في المكتب و معلمه القرآني في المنزل لشدة عنايته بالقرآن العظيم قراءة ودرايةً !
أما مبرر التغيب عن العمل في بامكو فهو عدم التغيب عنه مدة ثلاث سنوات متتالية في أنقرة و بموجب تلك المواظبة يستفيد سعادة السفير محمد أحمد ولد محمد الأمين من تلك العطلة الرسمية المعهودة للدبلوماسيين التي تناهز فصلا كاملا من العام... وقد استفاد منها بموجب المذكرة رقم 3604 بتاريخ 18 /٠3/ 2019 الصادرة عن الأمين العام لوزارة الخارجية.
و قد حرص المعني على أن يستفيد من هذا الحق المرسوم لدعم صديقه الحميم و رفيقه في جميع مراحل الحياة المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد في حملته الرئاسية ..
و بالمناسبة فإن محمد أحمد ولد محمد الأمين هو من أمثل الأطر الموريتانيين و هو متخرج من سلك الاداريين في المدرسة الوطنية للإدارة و عمل حاكما في أكثر من مقاطعة قبل أن يعين أمينا عاما لبلدية انواكشوط في عهد العمدة الداه ولد الشيخ ..
و قد عمل كذلك مستشارا فنيا لوزير الداخلية و اللامركزية المرحوم لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ أحمد قبل أن يختاره المجلس العسكري في الحكومة الانتقالية الأولى 2005-2006 وزيرا للداخلية و المواصلات ..
و قد سمعت معالي الوزير السابق محمد ولد معاوية يقول أكثر من مرة إن الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال كثيرا ما كان يصفه فيقول إنه يمثل طالع سعد porte bonheur للمجلس العسكري..
و قد كان السيد محمد أحمد طوال تلك الفترة - إلى جانب الوزير حبيب ولد همت الوزير الأمين العام للرئاسة - يشكلان النواة الصلبة و القوة الدافعة في المرحلة الانتقالية و خاصة في ما يتعلق بتنظيم الحوار الوطني التي تمخضت عنه أهم الاصلاحات الانتخابية في تاريخ البلاد. و من هذه الاصلاحات التعديلات الدستورية التي أدت إلى إنشاء مؤسستيْ المعارضة الديمقراطية و اللجنة الانتخابية و تقليص مدة الرئاسة إلى مأموريتين و اتخاذ الاحتياطات الدستورية المعروفة بالأقفال على حد تعبير المرحوم اعل ولد محمد فال - لضمان تحصين هذا الاصلاح الدستوري الجديد . و محمد أحمد هو أيضا من نظم المسلسل الانتخابي خلال تلك المرحلة وأرسى سنة التشاور الوثيق مع الاحزاب السياسية ..
و من قطاع الداخلية انتقل محمد أحمد ولد محمد الأمين الى الخارجية حيث عين سفيرا في تركيا التي أنشأ فيها السفارة الموريتانية هناك و قضى فيها أربع سنوات قبل أن يحول في نهاية السنة المنصرة إلى بامكو.
و باختصار فانه يشهد له بالكفاءة و التجربة و الصدق و الأمانة و الاقبال على شأنه دون شؤون الناس .