سيدي المترشح محمد ولد الغزواني، لقد أحسنتم الاختيار ووفقتم في الريعان، حين أناخت مطاياكم في غرة جولتكم الوطنية بأم القرى، حاضرة العلم، وحاضنة المجد، ربوع بها أورقت وافرات المعارف وأينعت ذواتا أفنان عز وعزة، قطوفها دانية، تسقي زائريها العلم والأخلاق سلسبيلا زلالا، وكأسا دهاقا، لا يصدعون عنها ولا ينزفون.
سيدي المترشح، أهلا بكم بين تلك البيوت التي يذكر فيها اسم الله بكرة وأصيلا، واصطفاها رب العزة موطنا لمن تعلم القرآن وعلمه، ودرس العلم ودرسه، هنا لن تسمعوا لغوا ولا تأثيما، ولا فحشا ولا إفكا ولا تطبيلا، ستصافحون هنا إشراقة الطلعة الوضاءة للمرابط محمد سالم ولد عدود رحمه الله، وتنحنون إجلالا واحتراما وأنتم تصافحون في أولئك القوم الشيخ محمد عالي ولد عدود رحمه الله، وترمقون بين صفوفهم بقية ثلة من الأخيار الأولين السابقين، الذين درجوا مدارج السناء وارتقوا مراقي الرفعة والجاه.
سيدي المترشح، إن حاضرة أم القرى التي كنتم في ضيفاتها اليوم، ستكون استفتاح خير وبركة بإذن الله تعالى لكم، وكيف لا، وهي قطعة من سماء الفخر وعلياء النقاء هبطت بتلك الأرض الطيبة، محظوظ من اكتنفها، ومغبون من تنكبها.
إنني لا أحدثكم ـ سيدي المترشح ـ حديث علم اليقين فحسب، بل أحدثكم عين اليقين وحق اليقين، فقد كان من فضل ربي علي أن جالست شيوخها زمانا ذات مراهقة وشبيبة، ودرست على شيخها الشيخ محمد يحيى ولد عدود (حي) تغمده الله بواسع رحمته، وسامرت طلابها ليالي جد وحظوة.
فما خاب من استهل بأم القرى، إنها بلدة طيبة ورب غفور.