باباه ولد عابدين - كيفه - مراسلون/ تجتاح مدينة كيفه هذه الأيام موجة عطش يقول السكان انها هي الأقوى منذ عدة سنين.
و يقول السكان إنه آن الأوان أن تشرب مدينة كيفه ،مذكرين السلطات و المنتخبين ب " سيل التعهدات "الذي قطعوا على أنفسهم مرارا بتوفير الماء الشروب لسكان ثاني أكبر مدينة في الوطني من حيث الكثافة السكانية ( 200 ألف نسمة ).
و يعتمد السكان هذه الأيام في شرابهم على نقاط مائية خصوصية متفرقة بضواحي المدينة ، حيث يحصل الموزعون( وسطاء تجاريين ) على طن الماء بمبلغ 400 أوقية قديمة فيما يبيعونه للمستخدم ب 2000 أوقية قديمة، ما يستنكره السكان اللذين إلتقتهم مراسلون :
يستغرب سيد أحمد ( عامل يدوي ) كيف فشلت السلطات في توفير مادة تمكن الخصوصيون من إيجادها و عرضها للبيع في سوق علني ؟.
و يضيف المهني " اليائس " كما قال أن السلطات و المنتخبين لم يهتموا بشكل جدي بتوفير الماء الشروب و إلا لكان مشكل العطش بمدينة كيفه قد أصبح من ذكريات الماضي المؤلم لسكانها!.
عثمان ( حرفي ) : منذ سنوات نقود حراكا في المدينة للمطالبة بتوفير مياه الشرب لعشرات الآلاف من البشر هم سكان المدينة و في كل مرة نقابل بتعهدات ، يبدو أن أصحابها " ضعيفي " الذاكرة فيجددون و يجددون تلك التعهدات عند كل احتجاج.
و يتذكر عثمان بمضض أنشطة المجموعات الشبابية " أبناء كيفه " الذين يقومون في كل موسم صيف بتوزيعات مجانية للماء على سكان مدينتهم ، و هم العاطلون عن العمل في غالبيتهم، إذ كيف بمعدومي الدخل أن ينجحوا في توفير ما عجزت عنه حكومة بها وزارات و ولاة و حكام و برلمانيون و عمد... متسائلا عن عدد وزراء المياه و الولاة و الحكام و المنتخبين الذين تعاقبوا على حكم المدينة و ذهبوا بتعهداتها معهم !! ؟.
حال سكان ريف مدينة كيفه ليس بأحسن من مواطنيها الذين اختاروا الاستقرار بها ، فأهل الريف يظهرون من الحاجة للماء أكثر من ساكنة المدن ، لأنهم مثل ما يحتاجون الماء ،فإنهم بحاجة للكثير منه لسقي مواشيهم التي يأكلون منها و منها يلبسون و يشربون و يتعالجون ...
يقول الشيخ ( صحفي بالمدينة ) إنه ليس من المقبول أن ينزح المنمون بولاية لعصابه إلى دولة مالي بحثا عن الماء قبل المراعي ، و عن الأسباب يقول الصحفي المنزعج إن السلطات تهمل قطاع التنمية ، رغم أنه هو عصب الحياة هنا، فكان أولى بهم أن يوفروا نقاط مائية محيطة المراعي و الغابات المجاورة المدينة و وريفها ، ليستقر المنظمون و يطمإنوا على مواهبهم بدل الهروب الجماعي إلى حدود جمهورية مالي المسكينة يضيف الصحفي الأعرابي ،فمالي أقل موارد منا ولا تمتاز إلا بأن سلطاتها وفرت الماء في النفايات على طول الشريط الحدودي و حافظت على بيئة بلدها و خضرة أشجارها...!
عيشة (منمية أبقار) : نحن نعاني كثيرا من انعدام المياه و في كل فرصة نذكر السلطات بضرورة البحث عن حل نهائي لهذه المعضلة التي أصبحت تهدد مآسينا بشكل أكثر خطورة و أقل رحمة ، فنحن على أبواب الصيف ، و من يدري إن كانت أبقار ستصمد من نقص كميات الماء التي أوزع بينها بالتساوي..
سترسل عيشة حديثها عن مشكل المياه بضواحي كيفه قائلة أنها تؤجر قطعة أرضية صغيرة ( فم حاسي ) بمبلغ 200 ألف أوقية قديمه ،حيث قامت بحفر بئر لتضمن سقي مواشيها ، لأنني أنتظر بفارغ الصبر المحطة المائية التي تعهدت بها السلطات مؤخرا بمنطقة " مكط" ( 15 كلم) غربي المدينة.
كما أني لا أحب الانتجاع خارج الوطن تقول " الفلانية المنمية" كما يسمونها هنا.
و عن المحطة الموجودة ببلدة " مكط" يقول مصدر إداري بمدينة كيفه ( طلب حجب هويته) إن الأعمال بها تقترب من النهاية و قد بأن عمليات توصيل الأنابيب إلى المدينة ، و أنه لم يتبقى إلا استقبال الجهاز الخاص بالتصفية حيث سيتم تركيبه خلال الأيام القادمة ، لتنطلق عملية ضخ المياه إلى أنابيب المستخدمين بعاصمة ولاية لعصابة.
يذكر أنه سرت أنباء قبل أيام بالمدينة تتحدث عن إطلاق الماء الشروب بمدينة كيفه يوم أمس 25 مارس، و ثبت لدى السكان عدم صحة تلك الأخبار ، و أنه عليهم أيضا الاستمرار في الانتظار و الصبر على العطش - على الأقل صيفا آخر - ، و البحث عن الماء الشروب عند الآبار التجارية و و لمواشيهم داخل حدود جمهورية مالي .