بصراحة إستقطاب حاد و تخندق قومي و أيديولوجي واضح و نحن نسأل أين لحراطين من كل هذا ؟ لحد اللحظة ما نشاهده امامنا هو إعادة تشكيل لخارطة 66 .
* دفع القوميون الزنوج( كان حامدوا بابا و صار إبراهيما و با مامادوا آلاسان و جاليات الخارج بزعيم حركة أفلام السيد ؛ "تيام صمبا " و تمترسوا خلفه متجاوزين كل الخلافات و ما فرقت السياسة و المصالح و التراتبية الاجتماعية في رسالة واضحة إلى من يهمه الأمر عنوانها (نحن هنا).
*/ إستحوذ القوميون العرب ( البعثيين تحديدا ) على حصتهم من إرث الآباء و الأجداد من رصيد معركة القضية و معاناتها و (معين العرب السمر كما يحلوا لهم ) و لحراطين كما نسميهم في حركة إستباقية لما قد تؤول إليه حالة الصراع الحضاري التاريخي بين القوميتين الرئيسيتين حول الهوية و اللسان و الأرض و الثروة والحكم ".
و أكتفو برعاية مصلحة الإبل الضالة المستخدمة و المستغلة الأمور أخرى كثيرة يعرفها سكان الساحل و الصحراء و هي رعاية تتطلب الكثير من التحمل و سعة صدر و توقع كل صنوف المفاجئات و تقلب الأجواء و الأمزجة التي تتميز بها طبيعة الإبل و أجواء الصحراء .
* / إلتف الإسلاميون و لهم خبرة و ديدن وباع طويل في ذلك وراء إبن السلاطين و سفير السلطان مرشحهم ( الوقائي) إبتغاء التقية و حصن حصين من " تجفيف منابع التمويل وسيف الحل الذي يلوح به السلطان و الذي طال لحد الساعة( جمعية مستقبل الجماعة و جامعة أجيال الجماعة و معهد تكوين خبراء الجماعة و جمعيات أخرى ترعى اليتامى لوجه السياسة و لمقارعة السلطان ) .
متغافلين مرحليا و ربما بأمر من المرشد و قيادة التنظيم الدولية كما هي التعليمات لبقية الأذرع العاملة في منطقة المغرب العربي تحت يافطات من قبيل العدالة و التنمية و النهضة و ثوار مصراته بضرورة الإنحناء عن العاصفة و العمل أفقيا و من وراء حجاب بعد قمة " الرياض ترامب "
متنصلين مؤقتا من شعارات و منظمات و دعوات و قوفل لطالما ألهبوا بها مشاعر و عواطف شعب السلطان و نهبوا من خلالها أصوات رعية السلطان .
نتذكر منها " الإسلام هو الحل و الحل في التواصل و الرباط لمناهضة الإختراق الصهيوني و قافلة مرمرا و التطبيع و الرحيل و الربيع العربي و النظام البائد .
النظام ! الذي يرشحون اليوم عنوانه و أهم مهندسي سياساته الذي ظل يلاحقهم بها إلى أصقاع أبروكسل في القارة العجوز " .
و لا أحتاج هنا للتذكير بمهرجان (الحرائر و الإيماء) عند معرض نواكشوط الدولي في عرفات معقل تنظيم الجماعة و الحزب و ساحة معاركها مع السلط و السلاطين .
*/ الدولة العميقة بشقيها المعارض و الموالي مسنودة بتعاظم دور الجيش في السياسة تدفع بالفريق المفرغ للتو للخدمة المدنية لإنقاذ الموقف و تثبيت ركن أساسي من أركان الديمقراطية و الحكم أطلق عليه منظروا جماعة الإسلام السياسي في موريتاتيا " تناوبا ديمقراطيا عسكريا " لوضع قطيعة مع الإنقلابات و برا ليمين السلطان .
طبعا لتمكين القبليين و الجهويين و الإقطاعيين و العسكريين من الإستمرار في التحكم بأدوات الحكم الناعمة و الخشنة و هندسة المجتمع و الدولة و تحريك نخبتها و أحزابها ضمن مايرسم لهم و يخطط لهم في أروقة الدولة العميقة من المسكوت عنه و المعلن .
لم يترد يمين الدولة العميقة و لا يسارها " محافظين و تقدميين و ديمقراطيين معارضين و مواليين " في إعلان الولاء قبل الطلب و التبجيل و الطاعة قبل الإنتخاب و التنصيب لمرشح العمق الذي أطلقوا عليه مرشح الإجماع الوطني .
الإجماع الذي أدخلنا منذ إعلانه في حالة من التفسخ الحزبي و القفز من الزوارق الغارقة و المراكب المشتعلة و الأحزاب المتهالك التي سقطت أقنعتها الممانعة.
حالة لم تسلم منها حتى تلك العتيقة في المعارضة التي تصف نفسها (بالراديكالية و التقدمية العلمانية) التي أحالت جهازها الحزبي على" وضعية الصامت الهزاز" الذي يحيل جمهورها الوفي حين الإتصال به إلى دائرة مرشح الإجماع الوطني مباشرة .
* / ضمن حالة التيه هذه التي إعترت نخب و أحزاب الطبقية السياسية الوطنية و هستيريا المبادرات و البيانات و الزيارات و حمي التموضعات وإعادة التموقعات .
وحدها حركة تحرير و إنعتاق لحراطين بشقيها الحقوقي النقي و السياسي الوفي و أذرعها المدنية و الحزبية فقدت البوصلة ضمن هذا الحراك و هي المعنية أصلا بكل هذا و المستهدفة دوما بكل هذا و الناخبة و الناظمة في معظمها من كل هذا .
فلا هي في العير بجملها و مرشحها و لاهي في النفير بتحالفاتها و بمبادراتها و بياناتها و حواراتها و شروطها و مطالبها وراح كل يسبح في أحلام يقظته و يقرع طبوله و يعزف او تاره و ينفخ أوداجه و ينزف عرقه و قوة عضلاته وحاضر قوته و مستقبل أجياله لتمكين لهذا الطرف او ذاك .
هنا في هذه الفقرة فقط أسألهم و حق لنا أن نسأل و بصراحة من للحراطين ؟!