إ
الكتاب "الإسلاميون" الذين يدافعون عن رعاية أحد المرشحين للفساد والمفسدين، ويبررون آراءهم بأن موسى تربى في حضن فرعون وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تربى في حضن عمه أبي طالب وأن ذلك لم يؤثر عليهما ولم يطعن في نُبوّتهما معتبرين أنهم بهذه الأمثلة التي يسوقون بها مرشحهم يستخدمون الأداة الدينية لتقريب الأشياء؛ إنما يُسوّغون إمكانية تبرؤ المفسدين من الفساد لمجرد وجود رأس للنظام الذي يعملون فيه!
لن يبرئ هذا الخطاب ذمة المفسدين الذين أهلكوا الحرث والنسل، ولن يطمر أسماء رجال كثر عملوا في الفترة التي يتكلمون عنها لصالح الجهاز الرسمي لكنهم لم يسلبوا حقا ولم يأخذوا مالا؛ من بين هؤلاء علماء ومثقفون وملتزمون نعرفهم جميعا، ونذكر نأيهم عن المال العام في فترة كان فيها العبث به أحد ملامح الفتوة، وهذا تحديدا هو مضمون رأي مرشحنا للرئاسيات حول هذا الموضوع، وهو ما عبر عنه يوم إعلان الترشح بشكل واضح.
على هؤلاء أن يعودوا إلى التاريخ ويقرأوا في فلسفة الأشياء بعيدا عن البقاء على مشارف الأحداث.
وكز موسى ذات يوم في جلسة قضاء أحد أعدائه فقضى عليه لصالح أحد شيعته ولم يطعن ذلك في رسالة موسى، كما أن طريقة وصول عيسى عليه السلام إلى هذه الدنيا جاء مخالفا لكل قوانين الكون ونواميس الطبيعة ونظام الكائنات، ولم يطعن ذلك في نبوّة عيسى عليه السلام، وعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين لا يحق هذا العدد لغيره، ولم يطعن ذلك في رسالته صلى الله عليه وسلم.
للأنبياء خصوصياتهم، وأفعالهم خاضعة لحِكمٍ أخرى يضيق المقام عن ذكرها، وأي مقاربة إعلامية تعتمد على هذه المقارنة هي إفراط في الدعاية قد تأتي بنتائج عكسية!
محمد ولد سيدي عبد الله.