تقرير: رانيا الأمين (smc)
استمرار الموساد في تقديم الدعم لعبد الواحد نور لتنفيذ عمليات عسكرية بدارفور اعاد الاذهان الإرتباط بين عبد الواحد واسرائيل حيث كشفت الوثائق عن اجتماع لحركة عبد الواحد بمنطقة “تروتنقا” بدارفور لبحث مخطط لتنفيذ عمليات عسكرية ضد المواقع التابعة للحكومة بولايات دارفور والسيطرة على معسكرات النازحين.
وشهد الإجتماع المشار اليه مخاطبة عبد الواحد عبر الأقمار الصناعية بحضور القيادات العسكرية للحركة المتمردة، حيث تم إسناد مهمة تنفيذ المخطط للقائد العام قدورة بمعاونة مصطفى روكرو. وذكر عبد الواحد خلال مخاطبته الإجتماع أن الترتيب للعمليات سيتم بالتنسيق بين قيادات ما أسماها “الثورة العسكرية في الداخل وليبيا وأطراف الثورة المدنية التي يقودها تجمع المهنيين”، قائلاً إن الموساد الإسرائيلي وجهات أجنبية أخرى ستقوم بتمويل العملية، وناقش الإجتماع مخطط تحريك الشارع في ولايات دارفور ومعسكرات النازحين وتنفيذ عمليات عسكرية ضد المواقع التابعة للقوات الحكومية، والتمهيد بالترويج لمزاعم إنتهاك الحكومة لوقف إطلاق النار.
واسند عبد الواحد لروكرو مهمة تحديد بعض الأهداف ووضع خطة لإستهدافها دون اعتبار للمدنيين باعتبارهم موالين للحكومة “ليكونوا عبرة للآخرين”، وتناول الإجتماع وضع معالجات لضعف الروح المعنوية لمقاتلي الحركة وغياب التأثير على القيادات الأهلية والشعبية بدارفور.
وتأتى خطوة عبد الواحد استكمالاً لمخطط تخريب السودان من قبل اسرائيل التى لم تخف توجهاتها العدوانية، كما ان تصريحات المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطنى بتورط جهاز الموساد وحركة عبد الواحد في تأجيج الإحتجاجات الأخيرة واستغلال الأزمة التى تمر بها البلاد جاءت تأكيداً لخطوات التنسيق بين المتمردين و، خاصة وان جهاز الأمن كشف عن رصده لـ(280) عنصراً من الحركة التى جند الموساد قسماً منهم لإحداث عمليات تخريب وزعزعة للأمن في عدد من مدن السودان وكشف عن إلقاء القبض عن (7) أشخاص منهم.
طبيعة العلاقة بين عبد الواحد واسرائيل اصبحت واضحة وغير خافية منذ ان قامت المنظمات اليهودية بحملة إعلامية في اشعال قضية دارفور بدءاً بمتحف الهلوكوست (المحرقة اليهودية) والتي تمثلت في لجنة الضمير العالمي برئاسة اليهودي جيرى فاور المعروف بعدائه للسودان والذي اصدر بياناً في العام 2003م مدعياً وجود إبادة في دارفور، ولم يكتف بذلك بل أنه عقد سلسلة من المناشط والندوات الدعائية للترويج للحملة.
ومؤخراً إتهمت قيادات بارزة بحركة عبد الواحد رئيس الحركة بالإستيلاء على مبالغ مالية كبيرة وتحويلها لمصلحته الشخصية، كانت إسرائيل تقوم بإرسالها شهرياً عبر مكتب الحركة هناك لدعم النشاط الميداني للحركة، حيث قال إبراهيم آدم القيادي المنشق من الحركة إن مكتب الحركة بإسرائيل درج على إرسال مبلغ (10) آلاف دولار شهرياً لعبد الواحد بفرنسا.
وظلت اسرائيل على ارتباط وثيق بالحركات المتمردة بصفة عامة وحركة عبد الواحد بصفة خاصة وتجسد هذا من خلال الإرتباط من خلال المنظمات الإسرائيلية والتى قادت بالتعاون مع عبد الواحد نشاطاً مكثفاً طوال السنوات السابقة، في محاولة لإشعال نيران الفتنه في دارفور خاصة وأن الأخير ظل رافضاً لجميع المنابر التفاوضية وذلك فيما يبدو تنفيذاً لأجندة تلك المنظمات التي ظلت الرافد الرئيس للحركة والمحرض على توفير العتاد والسلاح لمقاتليه لمواجهة الحكومة.
ولم يعد خافياً على احد احتضان إسرائيل على مر السنوات الماضية للحركات المتمردة تحت غطاء التعاطف مع الموقف الإنساني في دارفور، فقد سبق أن أعلنت في العام 2007م التبرع بنحو خمسة ملايين دولار للمشردين في الإقليم، وأعقبت ذلك في ذات العام بالإعلان عن رغبتها في منح الجنسية الإسرائيلية لنحو 600 من لاجئ دارفور سمحت لهم بالإستقرار داخل حدودها.
العلاقة بين حركة عبد الواحد نور والموساد متجذرة بدأت منذ نشأة الحركة، فقد حاول الموساد مراراً تنفيذ أجندة دولته ضد السودان بدعم عبد الواحد الذي سارع الى افتتاح مكتب له في اسرائيل بمعزل عن الحركات الدارفوية الأخرى وذلك بغرض الحصول على المزيد من الدعم عن طريق توطيد العلاقة مع حركة عبد الواحد لإضعاف السودان وهو الهدف الذي ظل بعيد المنال.