استمعت بروية لكلمة أعلن بموجبها السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني ترشحه للاستحقاقات الرئاسية القادمة، شعرت أثناء تلقف عقلي المنفعل لإشارات أروقة مضمون الخطاب بضرورة استكناه ما حملته من دلالات عزفت سنفونية وعود أودعها المترشح داخل ما تبين لي في نهاية هذه الكلمة أنها أبعاد منظومية لرؤية تصورية للحكم السياسي لبلادي تترتب بنياتها لتسقط على واقع بلد عربي إفريقي مسلم مازال يئن تحت وطأة كثير من التحديات التي من أشرسها تدني الوعي المدني الذي يغيب احترام القانون و يدوس قيم المواطنة .
أفصح الرجل ـ بقوة خطابة لافتة حملتني سلامة لغتها إلى أعلى تقنيات علوم الآلة ـ عن تباين مستويات التأويل و التقويم و القراءة لمآلات تاريخ الدولة المدنية في هذه الربوع، ثم انبرى منزويا برؤيته عن أحكام القيمة ذات المصدر اللاعقلي مشيرا في ذات الوقت إلى ما يحكم ذلك من نسبية بارزة في التقويم مع الاعتراف بمنجزات العشرية الأخيرة كلبنة لا يستهان بها في بناء صرح هذا الوطن الذي لمَّا يكتمل بناؤه بعد.
ثم أعلن الرجل عزمه الترشح للاستحقاقات الرئاسية القادمة مؤسسا ذلك القرار على مرتكزات أبرزت ملامح ما أسميته بأبعاد منظومية تتقدم ضمن طرفين أساسيين، أولهما التواضع اللافت المتأتي من أدبيات الحكم الإسلامي السني العادل، و ثانيهما الانطلاق من التراكم التجريبي المكتسب عبر التجربة في ممارسة التدبير الناجح للشأن العام .
أدوات إذا يريد الرجل أن يوظفها ضمن حقل دلالي ترسم معالمه آكسيولوجيا خيرة مثل الصدق والأمانة و معاني حفظ العهد، من أجل استتباب الأمن و الأمان و تعزيز دولة المواطنة المتصالحة مع ذاتها و تعميق الوعي الديمقراطي و الوحدة الوطنية و تحقيق العدالة الاجتماعية المنصفة لمكونات هذا الشعب و رفع كل التحديات التي يواجهها النظام التربوي و الشباب و المرأة و الدفع بالبلاد نحو استفادة أبنائه من خيراته.
ثم دعا الرجل مستمعيه إلى الالتفاف و التوحد قصد دعم هذا المشروع الوطني الطموح الذي بين محاوره الكبرى ذات التفاصيل الكثيرة التي قد تبرز في مناسبات أخرى .
خاطب عمق هذه الكلمة و شموليتها كياني قائلا، إن مبنى و معنى هذه الكلمة عكس بحق ملامح مشروع مجتمعي صائب تعانق فيه العدالة الوعي المدني المتقدم لهذا الشعب الغني بتنوعه العرقي و مقدراته الاقتصادية
كانت الكلمة ذات بناء منطقي يفيض حصافة و عمقا و منطقا
نحن بحاجة متواصلة رغم ما بذل من جهود خيرة و ما تحقق في العشرية الأخيرة من مكاسب هامة إلى تدعيم السيادة الوطنية، و تضييق الهوة بين المواطن و رعاة شؤونه، و تكريس الإعلام لخدمة ديننا الإسلامي الحنيف، و تسخير المال العمومي لوظائفه المعهودة بكل شفافية و صرامة، إلى غير ذلك مما يحمله قاموس المشهد من مفاهيم ينبغي أن تتوطد مستنداتها في الواقع
مدتنا كلمة المترشح غزواني بكل معاني السعي لتحقيق الرفع من الوعي المدني للمواطن و الدفع بالبلاد نحو رفاهية ماثلة في مختلف أوجه حياتنا الوطنية .