الرق في موريتانيا: الـ"بي بي سي" تقع في الفخ
مذكرة استنهاض
لقد اعتقل بيرام الداه اعبيد، المرشح على رأس لائحة تحالف الرك-الصواب، يوم 7 أغشت 2018 مباشرة قبيل انطلاق حملة الانتخابات التشريعية المحلية. كان هذا الاعتقال التعسفي، الذي واجه شجبا عريضا في موريتانيا وفي العالم، يهدف إلى منعه من دخول حلبة المنافسة، وبالتالي الحد من نتائجه في صناديق الاقتراع.
بعد انتهاء عمليات التصويت، قررت الشرطة السياسية إطلاق سراحه في خضم محاكمة ساقطة سحب خلالها الشاكي، المخربش المفتري، شكواه، عائدا إلى جحر مجهوليته.
فور خروجه من السجن، يوم 31 دجمبر 2018، زار المنتخب بيرام الداه عبيد موفدون من القسم العربي بإذاعة الـ"بي بي سي"، وقبـِــل أن يكون ضيفهم الرئيسي في برنامج "نقطة حوار". كان من المبرمج أن يتم تسجيل الحلقة في قاعة قناة التلفزة الموريتانية التي استؤجرت لهذا الغرض. وتم تحديد تاريخ التسجيل يوم 9 فبراير 2019. قبل المقابلة بيوم، سحب مهدي الموساوي، الصحفي المُعِد، صاحب الاتفاق مع بيرام الداه اعبيد، عرضه.
وجاء ليعتذر ويخبر البرلماني بيرام الداه عبيد بالاعتراضات التي عبر عنها مفوض حقوق الانسان ومدير التلفزة الموريتانية. الاثنان أحاطاه علما بالتعليمات الصادرة من الرئاسة والوزارة الأولى والمتضمنة تحريم ولوجه لاستديوهات التلفزة. ومن ثم اقترحا على الـ "بي بي سي" أن "تختار" ممثلا من الحكومة كضيف بديل. وهكذا وجدت الـ "بي بي سي" نفسها مرغمة على قبول عرض حتمي لعون مغمور في نظام الهيمنة العرقية القبلية جاء ليلقي وعظ الإنكار المعتاد بعيدا من أسلوب التضاد.
تشير إيرا موريتانيا إلى دمامة هذا المسعى وتفاهته في وقت لاحت فيه للبلاد بارقة أمل في مرحلة انتقالية سلمية بعد 10 سنوات من الافتراس والمصادرة واعتقال المعارضين.
وبالنظر إلى حيثيات هذه الحادثة، تستعد إيرا، بمؤازرة أصحاب النوايا الحسنة، من الإعلاميين خاصة، لتقديم اعتراض لدى منظمة مراسلون بلا حدود ضد الحكومة الموريتانية.
إن مثل هذه الفعلة يجب أن يسترعي الانتباه الصارم للمقررين الأمميين، كما يستدعي ردة فعل من اللجنة الإفريقية لحقوق الانسان والشعوب.
نواكشوط بتاريخ 11 فبراير 2019
المكتب التنفيذي - إيرا