قبل يومين بمناسبة الذكرى ال 15 لتأسيس الفيسبوك
قبل خمسة عشر عاما من اليوم, اطلقت النسخة الاولى من موقع فيسبوك من السكن الجامعي. في ذلك الوقت, لقد اذهلني ان هناك العديد من المواقع على الانترنت للبحث عن اي شيء تقريبا -- الكتب, الموسيقى, الاخبار, المعلومات, الاعمال التجارية -- باستثناء ما هو اكثر اهمية في الواقع: الناس. لذا قمت ببناء موقع بسيط منظم حول الناس, حيث يمكننا التواصل مع الاشخاص الذين اردنا ومشاركة ما كان مهما بالنسبة لنا.
هذه الرغبة في التعبير عن انفسنا, والتعلم عن بعضنا البعض, والتواصل بطرق جديدة كان اعظم مما كنت اتخيل. وفي غضون اسبوعين, كان ثلثا طلاب هارفارد يستخدمون فيسبوك تقريبا كل يوم. في الشهرين القادمين, قام طلاب من اماكن اخرى بالبريد الالكتروني لي و يا في السكن لاطلاقهم في مدارسهم, وقد فتحنا في حوالي 30 مدرسة. وفي غضون عام واحد, كان اكثر من مليون طالب يتواصلون في الموقع. وفي غضون بضع سنوات, كنا نعمل على جعل الخدمة متاحة للجميع. استغرق الامر حوالي اربع سنوات ل 100 مليون شخص للتواصل, واقل من عقد ل 1 مليار شخص للتواصل. اليوم, حوالي 2.7 بليون شخص متصلون باستخدام خدماتنا.
ذلك العقد الاول من الناس الذي الاسلاك شبكاتهم كان وقتا مبهجا. وقد رفض العديد من الغرباء ما كان يحدث على انه بدعة او غير مهمة, ولكن بالنسبة لمن يستخدمون هذه الخدمات منذ الايام الاولى, كان من الواضح ان شيئا خاصا ومهم كان يحدث, وهو ما يعكس حقيقة جديدة لكيفية عمل العالم اليوم.
وقد حددت الكثير من تجربة الناس في الماضي من قبل مؤسسات هرمية كبيرة -- الحكومات, ووسائط الاعلام, والجامعات, والمنظمات الدينية -- التي توفر الاستقرار ولكنها غالبا ما تكون بعيدة المنال ويتعذر الوصول اليها. اذا اردت التقدم, فقد عملت في طريقك للاعلى على السلم ببطء. اذا كنت تريد ان تبدا شيئا جديدا او نشر فكرة جديدة, كان الامر اصعب بدون نعمة هذه المؤسسات.
ويعرف القرن الحالي بشكل اكبر شبكات الاشخاص الذين لديهم حرية التفاعل مع من يريدهم والقدرة على تبادل الافكار والخبرات بسهولة. فيسبوك بعيد عن الشبكة الوحيدة التي تمكن من هذا التغيير -- انه جزء من الاتجاه الاوسع مع الانترنت.
قبل الانترنت, اذا كان لديك وجهات نظر او اهتمامات مختلفة من الاشخاص في حيك, كان من الصعب العثور على مجتمع تشارك فيه اهتماماتك. اذا شخص ما كنت تعرف انتقل بعيدا, كنت غالبا ما تفقد اللمس. اذا اردت ان تثير الانتباه للمسالة, فيجب عليك عادة ان تذهب من خلال السياسيين او الصحافة -- شخص ما لديه القوة لتوزيع رسالتك. اذا كنت تريد الوصول الى عملاء جدد من اجل عملك, فانه غالبا ما كان عليك شراء اعلانات او لوحات اعلانية غالية. لن انسى ابدا كيف بعد ان اطلقت اخر الاخبار, راينا الملايين من الناس ينظمون مسيرات ضد العنف في كولومبيا. لقد راينا المجتمعات المحلية تجتمع معا للقيام بحملات جمع تبرعات فيروسية.
الان, يمكنك التواصل مع اي شخص واستخدام صوتك. لست مضطرة للذهاب من خلال المؤسسات القائمة بنفس الطريقة. والناس الان لديهم قوة اكبر بكثير, وهذا يخلق فرصة, ولكن ايضا تحديات ومسؤوليات جديدة.
واذا كان الجزء الاول من هذا القرن حول توصيل هذه الشبكات, فان المرحلة التالية ستكون حول الاشخاص الذين يستخدمون هذه الشبكات لاعادة تعريف كل جزء من مجترتنا. وسيتطلب ذلك ايجاد التوازن الصحيح بين حريات ومسؤوليات عالم متصل.
على مدى العامين الماضيين, كانت معظم المناقشة حول القضايا الاجتماعية والاخلاقية الجديدة التي تثيرها هذه الشبكات -- سواء كان ذلك يحكم المحتوى لتحقيق التوازن بين حرية التعبير والسلامة, ومبادئ حماية الخصوصية في عالم يشارك فيه الناس لذا الكثير من المعلومات, كيفية تحسين الصحة والسلامة عندما نكون دائما متصلين, وضمان سلامة الانتخابات والعملية الديمقراطية. وهذه جميعها قضايا حاسمة, ونحن مسؤولون عن ادارة هذه الشبكات بشكل اكثر استباقية لمنع الضرر.
لقد قمنا بالتقدم الحقيقي في هذه القضايا و بنينا بعض اكثر الانظمة تقدما في العالم لمعالجة هذه القضايا, ولكن هناك الكثير للقيام به. نحن الان نتخذ خطوات لم تكن لتكون ممكنة حتى قبل بضع سنوات فقط -- على سبيل المثال, هذه السنة نخطط لانفاق المزيد على السلامة والامن من كل الايرادات التي لدينا في وقت الاكتتاب العام, والاستخبارة الاصطناعية المطلوبة للمساعدة في ادارة المحتوى على النطاق لم يكن موجودا حتى وقت قريب. ولكن بينما يستخدم الناس هذه الشبكات لتشكيل المجتمع, فمن الاهمية بمكان ان نستمر في احراز تقدم بشان هذه الاسئلة.
وفي الوقت نفسه, هناك قوة اخرى في اللعب ايضا. وبما ان شبكات الناس تحل محل الهرمية التقليدية واعادة تشكيل العديد من المؤسسات في مجترتنا -- من الحكومة الى الاعمال الى وسائط الاعلام الى المجتمعات المحلية واكثر -- هناك ميل بعض الناس الى رثاء هذا التغيير, والى التشديد المفرط على السلبية, وفي وهناك بعض القضايا التي ينبغي ان تذهب الى حد بعيد وهي تقول ان التحول الى تمكين الناس في الطرق التي تقوم بها شبكة الانترنت وهذه الشبكات هو في الغالب ضار بالمجتمع والديمقرا
بل على العكس من ذلك, وفي حين ان اي تغيير اجتماعي سريع يخلق عدم اليقين, اعتقد ان ما نراه هو ان الناس لديهم قوة اكبر, وان هناك اتجاها طويل الامد يعيد تشكيل المجتمع لكي يكون اكثر انفتاحا ومساءلة مع مرور مازلنا في المراحل الاولى من هذا التحول وفي العديد من الطرق, بدا الامر للتو. ولكن اذا كانت السنوات ال 15 الاخيرة حول الناس بناء هذه الشبكات الجديدة والبدء في رؤية اثرها, فان السنوات ال 15 القادمة ستكون عن الناس الذين يستخدمون قوتهم لاعادة تشكيل المجتمع بطرق يمكن ان تكون ايجابية بشكل كبير عقود للمنزل.
عندما بدات فيسبوك, كنت اعتقد اننا جميعا لدينا رغبة عميقة في التركيز اكثر مما نفعله حول الناس -- ليس فقط المحتوى, التجارة, الشركات, التطبيقات, او السياسة. ما زلت اصدق هذا اليوم, وانا ممتن للجميع في مجتمعاتنا الذين يؤمنون بهذا ايضا وهو يبني هذا العالم كل يوم. هنا الى 15 سنة عظيمة للمنزل.
المصدر : https://www.facebook.com/zuck/posts/10106411140260321