في موريتانيا في بلاد المليون....وقد يكون المليون حالم، لا أحد هنا سواء اقترب من السياسة أو منها ابتعد، إلا ويحلم أيما حلم بأن يرى بلده يمر بمرحلة من التناوب السلمي على السلطة، وأن تنتقل بين زيد وعمر دون قيد ولا شرط وبطريقة مرنة لا منة فيها ولا تعقد.
موريتانيا البلد الوليد في قواميس الديمقراطية ـ كي نكون واقعيين ـ اليوم على عتبة دخول التاريخ حين تتاح فرصة انتقال سلمي على المقعد الرئاسي، وبذا يتوج عقدا "ذهبيا" تطور فيه الإقتصاد وتحسنت السياسة وانتعشت التنمية وأمثلة أخرى..
لا أحد يكابر فيما تحقق ولكن لنقل أن التاج سيكون حين نرى السيد الأول يسلم مفتاح السفينة لسيد آخر في يوم جديد تستيقظ فيه موريتانيا على تحقق حلم راودها سنين عديدة.
تجربة النظام الحالي ستترجم نجاحها المرسوم في عدة صفحات أمرا واقعا حين يقطع الشك اليقين بتبادل سلمي سنحاول في هذه المقالة نشر أبرز ملامحه.
بحاجة هذا البلد حقا، حين نتجاوز فرضية التناوب لرجل ساهم واقعيا في رسم رسالة العشرية المنصرمة، عشرية التغيير البنًاء، وقادر على مواصلة النهج المتبع، لأنه عايشها من الداخل رجل بقيمة قائد ومناضل يستطيع حقا أن يخلف فخامة الرئيس الذي لا يستحق علينا سوى التبجيل والاحترام.
هنا ستبدأ المخيلة في تحديد ملامح الرجل "الحلم" الذي حين نتفق على تحديد ملامحه لا بد أن نتفق على مواصفات يندر أن تتكر، إن لم نقل يستحيل.
فما رأيكم برجل واكب من اللحظة الأولى رئيس الجمهورية ووقف إلى جانبه، تطلع على كل التفاصيل، وبكل تأكيد قادر على مواصلة المسيرة.
مقترحي رجل شاب لم يسبق أن ارتدى الزي العسكري في طي لصفحة القادة العسكريين الخالعين "للزي"، وهو حلم آخر من أحلام الشعب الموريتاني الأبي، الذي حقق له النظام الحالي عديد الأحلام، وما هذا إلا حلم جديد بقدر ثقة الشعب في قادته.
فهل سيكون يوم السادس عشر مايو المقبل يوما لإعلان اسم الوزير "سيد محمد ولد محم" مرشحا توافقيا للموالاة، وبذا يكون يوم بداية تاريخ جديد ضامن للاستمرار على نهج البناء ويوم تحقق حلم الموريتانيين بقائد لم يسبق أن دخل ثكنة عسكرية ولا ارتدى زيا عسكريا مع كامل الاحترام والتقدير للعسكر المكافح المدافع عن حرمة الوطن وحوزته الترابية؟.