من السخافة بمكان أن نحكم على أبناء هذه البلاد العظيمة بالتملق والخفة والنعق مع كل ناعق ،هناك أجيال مَرَدْوا على بيع السٌلم في السياسة،لكن هذا لايعني اننا يمكن أن نعمم هذا الظاهرة المحصورة في زمان معين نتيجة اكراهات معينة...على أبناء البلد جميعا...
البشر أيها الإخوة لايعاملون كأشياء ولاتَصْدُق عليهم قوانين الطبيعة البحتة ، وسيكولوجية الإنسان أكثر تنوعا وتناقضا وثراء من حصرها في زاوية واحدة...
كل واحد منا يعلم أن مقارنة العينات تلعب دورا كبيرا في تحديد ملامح ظاهرة اجتماعية معينة،لكن أن نحدد كل ميكانيزمات هذه الظاهرة فهذا شيء متعذر الحدوث...
هناك بعض النوابض القوية التي تعطيك انطباعا لكنها لاتعطيك قانونا يصدق على كل العينات ،وهذا ما حدث اخيرا على مستوى الحراك البرلماني،قطرة قليلة من زئبق السياسة عالي التركيز جعلنا نميز بين المواقف الذهبية والمواقف الصدئة،قد تتسآءلون لماذا اقدم هذه الأحكام القاسية في حق اناس يرفعون شعار الدفاع عن المقدس الدستوري !!! رغم انتي شخصيا مع كوكبة من الأقلام لم نطالب بتغيير الفقرات المتعلقة بالماموريات بل طالبنا جهارا بكتابة دستور جديد للبلاد...
سأجيبكم بكل سهولة أن من لم يحترم التزاماته كفرد ولم يحترم عُشْرَةً من المعروف دامت عشرا ولم يحترم المنجز الملموس ، فلن يحترم شيئا آخر ما يزال يجهله ،ومن لم يحترم إرادة سياسية قذفت به من مهامه المجهول إلى مراكز صنع القرار لن يوهمنا ببطولات لاماضي يشهد عليها ولا واقع يؤكدها...غري بذلك ياخود غيري ،فنحن كنا هنا والدموع التي ذرفها البعض من أجل موريتانيا كان عليه أن يذرفها على عشريتين من النهب وسلب الكرامة فأين كانت دموعهم أيام الخراب وأيام الاستظلال بالعلم الإسرائيلي !!!
هل تظنون أن ذاكرتنا مهترئة..ما هذا التهافت؟
وهل تظنون أن صناع قرار المستقبل يمكن أن يثقوا بمن على هذا المستوى من الخفة والتنكر للجميل والانسلاخ من المواقف وبهذه السرعة التي تذكرنا بطحين من اللبن يسمى "سريع الذوبان"...؟؟؟ خسر بيع هؤلاء...وربح بيع صهيب...
نثر الصهيبيون كنانتهم ودافعوا عن قناعاتهم ووهبوا أعراضهم للمعارضة "الفوكانية والتحتانية" كل هذا من أجل رمزية مشروعنا التاريخي...
كسر النواب المطالبون بمامورية ثالثة القاعدة التي انبثقت من النواة الصلبة لحزب الشعب والهياكل والحزب الجمهوري
والمبنية على الانتفاعية والتنكر والخفة وسرعة الذوبان
وأكدوا أن رئيس الجمهورية استطاع بناء مدرسة سياسية على القناعات وان هذا الجيل العزيزي لا تؤثر فيه بعض عوامل الضم والخفض والجر...
ولذلك من حق الرئيس ان يشكر مثل هؤلاء فهم أصحاب المنهج والرؤية وهم الذين يبرهنون انهم على شيء وعلى بينة من أمرهم ولايقعقع عليهم بالشينان....وأكثر من ذلك فهؤلاء هم من يعول عليهم في العبور إلى مستقبل آمن...