جميل منصور يعلق على مداخلة بنت خيطور التى أثارت جدلا كبيرا منذ أيام

سبت, 01/12/2018 - 22:50

كنت قد عزمت أن أمسك عن المشاركة في النقاش الدائر الآن على إثر مداخلة النائب سعداني بنت خيطور لسببين أولهما أنه قد سبق لي بمناسبة جدل الترشيحات الماضية أن عبرت عن وجهة نظري في الموضوع أما ثانيهما فهو المسار غير المناسب الذي أخذه النقاش والذي بالغ في الحدية والمزاجية وضعف منسوب الإنصاف والتوازن .
ولكنني عدلت عن هذا العزم لإشارة البعض إلي وإلى المرحلة التي تحملت فيها المسؤولية ثم للبس الذي لاحظته خصوصا في آواخر التعليقات التي اطلعت عليها ، ويهمني في المبتدأ أن أوضح لمتابعي هذا الفضاء أن مثل هذه المواضيع المركبة سواء على مستوى ثنائية المضمون والأسلوب وسواء على مستوى ثنائية المطلوب والممكن وسواء بتداخلها مع غيرها اتساقا أو تباينا تحتاج تفصيلا قد لا يريح قراء هذا الفضاء وكما تعودت وسعيا لأكبر درجة من الوضوح أقدم رأيي على شكل ملاحظات ووقفات لا تسعها تدوينة واحدة :
1 - هناك حاجة لتصحيح التصورات عند بعض الأفاضل فالإسلام لا يفضل ولا يرتب على أساس الأقوام والأنساب ومن المهم هنا التفريق بين الخطاب الدعوي الذي يستثير الناس بما يقربهم وخطاب الأحكام الذي يقر القواعد ويضع الأسس والقاعدة هنا " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فبعد وصف حال التعدد والتنوع حصر أساس التفضيل والتقديم ، والتقوى توفيق من الله وكسب للعباد .
إن الفهم القبلي والاجتماعي للخيرية الواردة في الحديث " خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام إذا فقهوا " مرجوح ولمن أراد التعمق أن يراجع ابن حجر في فتحه فالخيرية خيرية الخصال والأخلاق وعلو الهمة لا خيرية العرق والنسب.
وهذا الإحساس بالعلو الاجتماعي ومنطق " أولاد الخيام لكبرات" لا ينسجم مع التحذير حكما والإقرار قدرا الواردين في حديث مسلم " أربع من أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن - وذكر في مقدمتها الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب ..... وحديث أبي داؤود الصحيح مشهور معروف " إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء : مؤمن تقي أو فاجر شقي ، أنتم بنو آدم وآدم من تراب ....." 
2 - من المهم أن لا نظلم وثائق تواصل ولا نهجه فلا الوثائق قننت ما يسميه البعض الشرائحية ولا النهج كرسها ، كلما في الأمر أيها الأحباب أن الوثائق الأخيرة - ودوري فيها محدود جدا - في مادة واحدة طالبت عند تشكيل الهيئات واللجان بالأخذ بعين الاعتبار التنوع المجتمعي وهذا بعيد من التقنين وهو إلى الاستصحاب والاستحباب أقرب وللأمانة فإن تطبيقه ناقص ومحدود فلا يناسب أن يزعج البعض إلى هذا الحد .
أما النهج فتجاوز وصفه بشيئ من ذلك فلقد حرص الحزب على معالجة اختلال في الرؤية والممارسة ترجمه ضعف حضور المسألة الوطنية وقضايا المساواة في الخطاب السياسي الاسلامي وهو ضعف لا ينقضه إسهام فقهي أو أدبي هنا أو هناك ( الشيخ محمد فاضل ولد محمد الأمين والشيخ محمد ولد آبواه ) يذكران لندرتهما ولغياب مقتضاهما في خطاب وممارسة أغلب القيادات حينها وأتصور أن الحزب أحدث بعض التوازن ووسع مساحة الاهتمام بهذه القضايا رغم أن البعض ظل متمنعا ومستعصيا على ذلك ، ولا أنفي هنا وقوع أخطاء ومبالغات في هذا المسار ولكنها تغتفر لنبل الهدف وأهمية المقصد .
يتواصل

تصفح أيضا...