نص التدوينة
أثارت تشكلة الحكومة الأخيرة نقاشات حول تمثيل المكونات والمجموعات الوطنية المختلفة وأعيد طرح موضوع المحاصصة أوالتمثيل بين التقنين أو الاستصحاب أو التجاهل وتحدث بعضهم عن الكفاءة وحاول أن يجعل اعتمادها منافيا للتمثيل وأردت أن أسهم بملاحظات أربع :
1- من الناحية المبدئية يمكن القول إن المحاصصة المقننة ظاهرة الخطر على تماسك المجتمعات واستقرارها ،التجارب تؤكد ذلك ومنطق التقنين للمحاصصة بلاحدود ولا يتوقف عند مستوى من مستويات التنوع ومن الناحية العملية والواقعية تؤكد التجارب ويعززها الحرص على المصلحة أنه يلزم لحصول الاطمئنان والاحساس بشركة الوطن أن يجد الجميع نفسه في صورة الدولة ومؤسساتها وهكذا يكون استصحاب تعددية الوطن العرقية والاجتماعية في صياغة مؤسساته وعناوينه ضرورة تتجاوز الاستحباب والندب .
2- لا يمكن لأحد يفهم معنى الدولة ويحرص على المصلحة أن لايعتبر معايير الكفاءة والقدرة في تولي المسؤوليات ولكن من المهم أن ننتبه إلى أن الكفاءة في الجميع والتكوين والإطارية أصبح متاحا للكل فكفاءة جمعت معها الاطمئنان والتمثيل أولى من كفاءة! تضخم البعض على حساب البعض حضورا ونفوذا ، ثم إنه للأسف يلاحظ أن الكفاءة والبحث عنها غالبا ليست سبب الاختلالات الملاحظة .
3- هناك مفارقة لا ينتبه لها بعض رافعي الصوت ضد " المحاصصة " أو مايصفونه كذلك فتجد الموضوع القبلي وتمثيل القبائل عندهم مقبولا أو مطلوبا حتى أما تمثيل الأعراق والمكونات الاجتماعية فتفريق ومحاصصة مذمومة ، إن قال أحدهم إن الولاية الفلانية أو القبيلة المهمة ! الفلانية غابت في تشكلة الحكومة أو حرمت من مواقع التعيين الرئيسية فقوله في محله ! أما إذا تحدث آخر عن غياب المعلمين أو ضعف لكور (مصطلح استعمله للاختصار ) أو تراجع الحراطين فحديثه إثارة للفتنة ودعوة للعصبية ، ما لكم كيف تحكمون؟ .
4- من جديد أدرك خطورة تقنين المحاصصة وجعل الناس تتمايز وتنال المواقع لأنها فقط من هذا العرق أو لها هذا اللون أو تنتمي لهذه الفئة أو تلك الجهة أوالقبيلة ،و مع ذلك أكره وأمقت ركوب مبرر الكفاءة والصلاحية لإقصاء أبناء البلد وشركاء الملة والوطن .