وصف الأمين العام المساعد للحكومة الموريتانية الدكتور إسحاق الكنتي العلاقة بين جماعة الإخوان وقطر بأنها «نار على علم»، مشيراً إلى أن قطر ترعى وتدعم نشاطات التنظيم الدولي للإخوان، وتسخّر له شبكة الجزيرة الإعلامية، وتوابعها من مراكز أبحاث ومنظمات مجتمع مدني والمنظمات الخيرية، التي تتخذ غطاء لتمويل التنظيم الدولي للجماعة.
في لقاء مع «البيان»، أكد الكنتي أن بعض الدول العربية قامت بإجراءات وقائية ضد التنظيم الدولي حمتها من فِتنه، وفتاوى رموزه الداعية إلى الخروج على ولاة الأمر وسيادة الفوضى وإراقة الدماء، ودعا أن تتخذ الحكومة الموريتانية إجراءات مماثلة تحمي نظامنا الديمقراطي ومكتسباتنا التنموية من مشعلي النيران، ومفككي الدول.
وحذر الكنتي من خطر محدق ببلاده بسبب تغلغل جماعة الإخوان ممثلة في حزب «تواصل» ذي المرجعية المتشددة.
الحل في الحل
وقال الدكتور الكنتي: إن شعار (الحل في الحل) الذي يرفعه في وجه حزب تواصل الإخواني برنامج وطني لمواجهة تغلغل التطرف في النسيج الاجتماعي، واستغلال نظامنا الديمقراطي ومناخ الحريات العامة والفردية لتدمير مؤسساتنا الجمهورية وتفكيك بنيتنا الاجتماعية، فللتطرف مستويان، الأول هو البنية الفكرية التي تخلق حاضنة اجتماعية.
والثاني هو العنف اللفظي المصاحب للتعصب لأفكار لا تقبل النقاش وتصنّف الناس على أساس «مؤمن وكافر»، مؤكداً أن «هذا العنف اللفظي مقدمة ضرورية للعنف المادي».
واستطرد مبرزاً استغلال الإخوان للظروف السياسية من أجل تحقيق أهدافهم «لقد تطورت جماعة الإخوان عبر تاريخها وفقاً لهذا السيناريو، فكانت البداية باستغلال النظام الديمقراطي ومناخ الحريات، فتقدمت جمعية أهلية لنيل الاعتراف الرسمي ومارست نشاطها الدعوي دون أن يتعرض لها أحد، لكنها ما لبثت أن تجاوزت الدعوة بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة إلى العنف اللفظي.
وأعدت نفسها عن طريق جهاز عسكري سري إلى الانتقال للعنف، ومارسته فعلاً بالاغتيالات المشهورة. وما فعله «الإخوان» في أماكن أخرى حدث عندنا في موريتانيا، حيث «تم الترخيص، مطلع الثمانينيات، للجمعية الثقافية الإسلامية فتطور عنها تنظيم سري (حاسم) مارس العنف اللفظي ضد العلماء.
وتدرب على العنف البدني والتحق أفراد منه بالقاعدة وبالمنظمات الإرهابية في شمال مالي. وحين تم الترخيص لحزب الجماعة (تواصل) حاول قلب النظام الديمقراطي، الذي كان متحالفاً معه».
قرار وشيك
ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك قرار وشيك من الحكومة الموريتانية بحل حزب تواصل الإخواني قال الكنتي: إن «الدولة الموريتانية ستتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها وسلمها الاجتماعي، وحزب تواصل المنتمي للتنظيم الدولي للإخوان عليه أن يكون حزباً موريتانيا ويفك ارتباطه بالتنظيم الدولي.
وإلا فإن حله سيكون النتيجة الحتمية لممارساته الضارة بالمصلحة الوطنية العليا». وأوضح الكنتي أن «فتنة الربيع العربي» عرّت حقيقة الإسلام السياسي الذي طالما تستّر بالدين لكسب تعاطف البسطاء المتشبّثين بعقيدتهم، فقد اختفت تماماً الشعارات الدينية، وقفز الإخوان إلى السلطة على ظهور الدبابات، ورفعوا في «فتنة الربيع» شعار الديمقراطية.
فلما وصلوا إلى السلطة في تونس عادوا إلى أسلوب الاغتيالات، وحين خسروا الانتخابات في ليبيا أشعلوا الحرب الأهلية، وكادت مصر، في ظل حكمهم تغرق في الفتنة لولا أن تداركها جيشها الوطني.
واستشهد الكنتي بقول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز: إن التنظيم الدولي للإخوان هو المسؤول عن تدمير البلدان، التي اجتاحها في فتنة الربيع، محققاً بذلك لإسرائيل، من دون أن تخسر طلقة واحدة، ما عجزت عن تحقيقه في الحروب التي خاضتها ضد العرب.