موريتانيا : حيطان لفيسبوك و صفحاته ..ميادين للدعاية الجديدة

سبت, 25/08/2018 - 13:17

نواكشوط : محمد بن الربيع  مراسلون

شوارع العاصمة نواكشوط تحولت منذ انطلاق الحملات الانتخابية الممهدة لاستحقاقات فاتح سبتمبر إلى كرنفال للمرشحين أغرقوها بصورهم المكبرة والمصغرة والملصقات التي تبين شعاراتهم وبرامجهم الانتخابية وحتى السيارات وواجهات المنازل والمتاجر لم تسلم من موجة الدعاية تلك

اليوم نستعرض في هذا التقرير دور المنصات الافتراضية في الحملات الانتخابية في موريتانيا .

بلا منازع شكلت السوشال ميديا ركيزة أساسية في الحملات الانتخابية التي دخلت أسبوها الأخيرة في موريتانيا  وسلاحا يلجأ اليه أنصار المتنافسين في الاستحقاقات النيابية والبلدية والمحلية المقبلة لترويج لبرامجهم ومحاولة التواصل السريع مع الناخبين خاصة الفئات الشبابية التي يستهدفها المرشحون بشكل أساسي .

عشرات الأحزاب السياسية وظفت بشكل كبير وسائل التواصل الاجتماعي قبل انطلاقة الحملات بكثير عبر الصفحات المخصصة لهذا المرشح أو ذاك  وعشرات الفيديوهات لغرافيكية التي تقدم تعريفا بالمرشح وبرنامجه أو انجازاته إن كان قد انتخب سابقا والخطابات التي تحث الجمهور على التصويت

فيما يحرص  بعض المرشحين  على إظهار قربهم من الناس وهموم الشارع بأسلوب لا يخلو من الافتعال، ونشر بعض الذين يخوضون السباق للمرّة الأولى لمقاطع من مقابلات تلفزيونية أو مقالات أو بوستات سابقة تثبت نظرتهم لبعض القضايا الكبيرة المطروحة في الساحة كبطالة الشباب والمحسوبية والرشوة والعبودية وغيرها

وشكلت هذه المنصات أرضية ملائمة للمترشحين الذين لا يملكون السيولة الكافية لخوض الحملة بالوسائل التقليدية المكلفة" فتح الخيام وتأجير السيارات ..الخ " خاصة المتنافسين الجدد على رأسهم صحافيون وناشطون عمدوا إلى استخدام أساليب رائجة في الغرب للترويج لأنفسهم، عبر صفحات خاصة غير مكلفة تتناسب وقدراتهم وتستهدف بصفة أساسية الناشطين في هذه المنصات بغية استمالتهم وكسب أصواتهم يوم الاقتراع.

 تعدد ت وظائف شبكات التواصل الاجتماعي في إدارة الحملات الانتخابية في موريتانيا حيث تلعب أدوارا مهمة ومؤثرة انطلاقا من وظيفتها الإخبارية المتمثلة في تكوين الصورة الذهنية عن المرشحين
 ومن خلالها يتم التعريف بالمرشح أو الحزب. مرورا بالوظيفة الاتصالية المتمثلة في التفاعل مع
الناخبين، وهي إحدى المميزات التي وفرها الإعلام الجديد، حيث يمكنه معرفة اتجاهات الناخبين وتطلعاتهم قبل الانتخابات.وصولا إلى الوظائف الأهم وهي تعبئة  الناخبين وإدارة حملات مضادة

ورغم كثرة هذه الوسائل فان فيس بوك و الوات ساب شكلا الثقل الأهم في التسويق الرقمي بموريتانيا هذه الأيام حيث ركز عدد من المترشحين على صفحات فيس بوك المدفوعة الثمن لملائمة كلفتها حسب –طبعا- العرض والطلب وطريقة العرض  فتم فتح مئات الصفحات المؤقتة يتولى إدارتها في الغالب صحفيون ينشطون بشكل كبير ويواكبون المستجدات بشكل سريع لتقديم

وحسب بعض الناشطين في المجال فان إدارة فيس بوك تقدم عروضا من وقت لأخر للمشتركين أصحاب الصفحات مربحة لكت العائق هو عدم توفر عدد كثبر من مسؤولي هذه الصفحات على بطاقات بنكية للدفع المباشر غير أن المتعارف عليه هو 10دولاريوميا تقريبا للترويج للصفحة وزيادة المعجبين بالصفحة وأحيانا تعرض إدارة فيس بوك على أصحاب الصفحات زيادة معجبيهم الى نحو 44 ألف معجب مقابل 20 دولار

وتستخدم الشبكات الاجتماعية فى الحملات الالكترونية لرخص التكلفة وسهولة تكوين ونشر الصور والفيديوهات الدعائية، وإتاحة الفرصة لكسر فترة الصمت الانتخابي وضعف الرقابة على سقف التمويل، وتمثل الحملات الالكترونية تحولا فى مجال الدعاية الانتخابية في موريتانيا عبر قدرة الفاعلين السياسيين فى التعبئة والحشد والتأثير فى توجهات الناخبين وتغطية عملية التصويت والرقابة وإعلان النتائج واتاحة الفرصة لمشاركة المتطوعين فى تنظيم الفاعليات الانتخابية الى جانب الحملات الرسمية للترويج لحملة داخل عبر الروابط الشبكية والتجمعات الإلكترونية، ولا تميز العضوية بها على أساس العمر أو الجنس أو الدين أو الموقع الجغرافى، وهو ما يجعلها ساحة مفتوحة للتعبير عن تنوع وجهات النظر وبمدى تمثيلها فى الشارع السياسى.

ا

تصفح أيضا...