أبحث مثل كثيرين عن أسباب هذه الهيستيريا التي أصابت النظام وحزبه وبعض المقربين منه في الحديث والممارسة ،آخر ذلك هذا الكلام عن أعداء الوطن والديمقراطية واحتكار الحقيقة والكفر بالديمقراطية والوصاية على الناس في الدنيا والأخرى!
كنت أظن أننا في ساحة مغالبة سياسية والأوصاف الأنسب فيها ،المنافسة والمقابلة وحتى الخصومة أما أن يكون الآخرون أعداء وللوطن والديمقراطية ففجور في الخصومة وتجاوز في الاتهام وتعبير عن مستوى من الارتباك والتخبط لا يسببه إلا الإحساس بإعراض الناس ،أغلب الناس .
ثم إن الديمقراطية منهج في الحكم وصولا له و شرعية واستمرارا فيه والأولى بالاتهام بالكفر بها والخروج على قواعدها الذين جاؤوا إلى السلطة انقلابا واستمروا فيها غلابا وعاملوا حلفاءهم إكراها ومنافسيهم إقصاء .
أهم مظاهر الوصاية هي التفكير نيابة عن الناس والقرار رغما عن الناس والترشيح للناس رغم أنف الناس ثم أمر هذا أن يبقى وذلك أن ينسحب وتلك لعمري صفات معروفة لكم لا لنا .
أما هذا الحديث عن احتكار الحقيقة والدين والكلام باسمهما فذكرني بقصة وقعت لي مع سياسي مصري مشهور شاركت وإياه في ندوة تلفزيونية في المغرب حيث كنا ضيوفا فخاطبني " ما ألاحظه على الاسلاميين في مصر هو احتكارهم للاسلام عنا " فأجبته " للاحتكار شرطان إرادة المحتكر بكسر الكاف وقبول المحتكر عنه ،والاسلاميون يعلنون أنهم لا يحتكرون ولكم أن لا تقبلوا الاحتكار فالاسلام للجميع و متاح للجميع " .
لا أدري لماذا اعتبرت كلام هؤلاء موجه إلينا ولكن احتطت ولي ببعض القوم بعض المعرفة.