نواكشوط – سعيد حبيب:
أصدر الشاعر الروائي الموريتاني المختار السالم أحمد سالم كتابه الجديد (التغريبة)، متصدرا أدباء بلاده على مستوى النشر وذلك بعدد هام من الأعمال الأدبية شعرا ونثرا، والصادرة في عواصم عربية وأوربية.
وصدر في العاصمة الفرنسية باريس كتاب ”التغريبة” للشاعر المختار السالم، وهو أول كتاب موريتاني من نوعه، حيث يضم مجموعة من التدوينات التي نشرها الشاعر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ”الفيسبوك”.
”التغريبة” الذي يمكن وصفه بأنه باكورة المنشورات الموريتانية من ”الأدب الأزرق” ضم 54 عنوانا موزعة بين قصائد ومضة، وأشعار نثرية، ومقالات، وخواطر وأعمال سردية، يقع في 146 صفحة من الحجم المتوسط.
ويبدو أن الرابط الأساسي لمضامين الديوان هو لحامه الأدبي، الذي يلاحظ أن الشاعر من خلاله أراد توثيق جانب من سيرته الذاتية ومواقفه السياسية، ومن ضمن ذلك الكشف عن معلومات متعلقة مثلا بقصة أول مجلة موريتانية ملونة، والصراع الذي عاشه الشاعر مع الاستخبارات الموريتانية خلال عمله معاونا لأحد فروع الجناح المدني لتنظيم "فرسان التغيير العسكري" إبان حكم نظام ولد الطايع، كما تضمن الكتاب سرديات بكائية في ذكرى شخصيات أدبية كالشاعر الكبير الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، والشاعرة الموريتانية الرائدة خديجة عبد الحي.
وقال الشاعر المختار السالم في تصريح: ”لقد وضعت لكتابي ”التغريبة” عنوانا فرعيا هو ”تدوينات” ومعروف أن هذا المصطلح صار مصطلحا مراوغا جدا، لكني أقصد به النصوص التي نكتبها بشكل مباشر وننشرها تلقائيا على مواقع التدوين الإنترنتي دون تنقيح أو تلطيف؛ فالتدوينة بالنسبة لي هي الكتابة التي لا تستغرق إلا وقت طباعتها”.
وأضاف: ”دفعتُ بهذا الكتاب إلى الطباعة استجابة لطلب ملح من شخصيات ثقافية وأدبية مرموقة، بعضها في الخارج وبعضها في الداخل، وجمع بين هؤلاء إصرارهم أن توثق هذه الكتابات بالنشر ورقيا، لما يعتبرون في ذلك من قيمة أدبية وتوثيقية”.
وقال: ”التغريبة” المستوحاة اسميا من تغريبة بني هلال، هي سرديات بعضها يوثق أحداثا عايشتها، وبعضها طفح من الحنين إلى زمن عربي نسمع فيه صهيلا ليس ذلك الصادر عن آلات ألكترونية مغشوشة، وبعضها بكائيات رثاء في الوطن والناس، وعلى كل حال هي ”ألم وأمل ومقاومة وتاريخ وحنين وعشق”.
واستطرد قائلا: ”سيلاحظ قارئ التغريبة أنني، ومن خلال ما دونت عفويا، حاولت أن أوفي مبدعي البلد، ومن خلال الكم الكبير من أسماء الشعراء والمثقفين والفنانين والمجانين أيضا، حقهم.. إنني أرتاح كثيرا لأهل الجمال وأنحاز لهم، فبين الكلمة والنغمة والرسمة تتعامد ملامح قلبي ومشاعري، إذ لم أدخل قط الجانب السلبي من صراع الطبقة الثقافية ومنافستها”.
ومن بين العناوين الواردة في الكتاب ”نثر في بحر غزة..”، و”أورسولا”، و”كيف تجعلهم يزوجونك؟”، و”قصيدة الزمن والدم...”، و”بيان غير شعري...”، و”السلاحف ليست مدرسة للطيران”، و”فوق تحت”، و”الشمع المنطفئ”، و”أحبُّ النصف المؤنث من شعبي”، و”مراسلنا في موريتانيا”، و”ومضات شعرية”، و”الجنون على ارتفاع 10 آلاف متر...”، و”خود”، و”المفردات الباقيات”، و”شاي ومشوي وقمر..!...”، و”هلال الشعر”، و”شروط الزواج”، و”فجر يعود إلى مقلتيك”، و”قصيدة ليس هذا وقتها”، و”في سبيل اللحن”، و”لا شيء من كل شيء”، و”وداعا مانديلا”، و”صوازوق”، و”صوت دجلة”، و”حظر التجول العاطفي”، و”داليات بنت الحي...”، و”تفعيلة إلى شاعر الشعر..”، و”فارق التوقيت بين نهدين”.
ومن أصل 15 عملا أدبيا أنجزها حتى الآن، صدرت للشاعر والروائي المختار السالم 10 أعمال أدبية شعرية وسردية.
ومن بين أعماله المنشورة سبعة (7) دواوين هي: ”سراديب في ظلال النسيان” (1999 نواكشوط)، و”القيعان الدامية” (دار الفكر 2009)، و”هذا هو النهد الذي اعترفت له” (باريس 2016)، و”البافور” (نواكشوط 2016)، و”يأتون غدًا!” (الشارقة 2017)، و”قرين القافية” (لندن 2018)، و”زمن الأنفاس المهجورة” (الرباط 2018).
وصدرت له روايتان هما: ”موسم الذاكرة” (2006 عن دار الشروق الأردن)، و”ووجع السراب” (2015 عن دار القرنين بنواكشوط).
و له، أيضا، أعمال شعرية وروائية قيد الإعداد للنشر.
والمختار السالم، الذي توصف أعماله بالحداثية، كرس ريادته للشعر النثري الموريتاني من خلال ديوانيه: ”البافور” و”زمن الأنفاس المهجورة”، ويعد المختار السالم واحدا من أبرز كتاب الأغنية الموريتانية الحديثة.
ويعتبر المختار السالم أحد أكبر الأدباء والإعلاميين في البلاد وأغزرهم إنتاجا.