بعد تقريرها المصور عن تكدس القمامة ( بانواعها ) و مخلفات المحركات في مياه ميناء الصيد التقليدي بمدينة نواذيبو , تعود صحيفة مراسلون اليوم للميناء و نجتاز أبواب سوق السمك لكي نطلع على ما يجري بداخل هذه المؤسسة ذات الدور الكبير في تزويد مطابخ سكان المدينة بالأسماك من مختلف الأنواع و الأثمان (كما تتزود منه مدن تيرس زمور و آدرار و ينشري و بعض سكان نواكشوط ) .
سوق السمك بالميناء عبارة عن عبر له مدخلين و يحوي عشرات المخازن الصغيرة و ساحة غير مفروشة و ليست بها لا طاولات و لا مجالس للباعة الذين يمضون كامل اليوم بهذا المكان , و الأسماك معروضة على أرضية العنبر وسط ممرات الأشخاص ( الباعة و الزوار ).
عن تنظيم السوق يقول صيدو أنهم يكدّون هنا من أجل العيش رغم الفوضى و عدم التنظيم ’ و يضيف السماك أنه منذ سنوات يمارس هذه المهنة في هذا المكان و لم يلاحظ نية لدى المسؤولين عن السوق من أحل تطويره و تنظيمه , فنحن مثلا نأجر مخازن ب 24.000 ألف أوقية للشهر و ندفع الضرائب و كل هذا لا يحمينا من أن يلج شخص غريب السوق و يعرض سمكه أمام محلاتنا يقول صيدو غير مرتاح .
من جانبه محمدعلي (بائع سمك) ’ ينتقد عدم تأمين السوق , و يقول أنه غير آمن و لا حراس به و في بعض الأحيان نتعرض للسرقات ’ و حتى في وضح النهار و يمكن أن تحصل اعتداءات على الباعة و تنتزع منهم أسماكهم ’و نطالب السلطات المعنية بإعادة النظر في بعض الترتيبات خاصة النظافة و الأمن. يضيف السماك القادم من ولاية تكانت .
عيشوش (زائرة) نحن مرغمون على شراء هذه الأسماك " اللذيذة " رغم عدم اهتمام الباعة بنظم تجارة اللحوم , فهي متناثرة على الأرضية و تتعرض لأوساخ أحذية الزوار و الباعة و الغبار و ...لكن التزود من السوق يبقى هو أفضل السبل للحصول على أسماك جيدة.
غير بعيد من السوق و خارج سور الميناء ,يوجد عنبر آخر تمارس فيه أعمال تقشير الأسماك و تقطيعها , و تستقبلك طاولات وسخة و جدران داخلية تغيرت ألوانها و اصبحت أقرب إلى اللون الأسود ’ الأرضية رملية و الفئران و الجرذان و الذباب يتنازعون اللحوم البيضاء مع العمال " المقشرين ", و طلب أحد العمال و بعض زوار السوق منا الرجوع غدا في الساعات الأولى لتوثيق أنواع كبيرة من الفئران تتجول على ظهور الأسماك المعروضة !!.
و تمارس عمليات تقشير الأسماك في محيط لا صلة له بالصحة الغذائية و لا بالنظم البيئية , يقول الناشط البيئي سيدي محمد محمد الشيخ (هيدي), و يضيف هيدي أنه " في كل فرصة تتاح لنا ننصح المسؤولين ببناء سوق مطابق للمعايير الدولية للمحافظة على صحة المواطنين (مستعملي هذه الأسماك ) ", و يأكد الشاب الناشط أن مساهمة الثروة السمكية في الميزانية العامة للدولة يجب أن تشفع لسكان مدينة نواذيبو بتوفير بنى تحتية تليق بالمدينة " .
و يقول ممارسوا هذه المهنة أنه لا حول لهم و لا قوة لبناء مكان عملهم هذا و سبق و أن تعهد لهم مسؤولوا القطاع ببناء سوق يليق بعملهم و بصحة مستعملي الأسماك التي تمر بمؤسستهم يقول المقشرون .
كاميرا مراسلون رصدت عشرات الصور و قد اخترنا منها ما يلي :
باباه ولد عابدين – نواذيبو - مراسلون