تقرير: رانيا الأمين (smc)

لم تعد التحركات برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب هماً للدبلوماسية السودانية فقط بل تعدا الأمر الى الهيئات والمؤسسات الدولية والإقليمية التى باتت تري أن السودان دولة محورية فى محاربة الإرهاب فى العالمين العربى والإسلامي، لجهة انه من أوائل الدول التى انضمت للتحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب الذى تقوده المملكة العربية السعودية، والتحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن ومحاربة التنظيمات الإرهابية، كما انه من الدول التى تقوم بدور إيجابى وفاعل فى تحقيق السلم والأمن فى إفريقياعموماً ودولة جنوب السودان على وجه الخصوص

ومؤخراً اعتمد البرلمان العربي خطته للتحرك لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومن المقرر أن يعتمد البرلمان العربي برئاسة الدكتور مشعل بن فهم السلمي وحضور وفد من السودان برئاسة أسامة فيصل وزير الدولة بوزارة الخارجية الخطة التنفيذية لتحرك البرلمان العربى لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

لم تكن هذه الخطوة هي الأولى من قبل البرلمان العربي حيث سبق ان طالب مجلس النواب الأمريكى بضرورة رفع اسم السودان من قائمة الراعية للإرهاب تقديرًا للجهد الكبير الذى ظل يبذلها السودان فى محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلم فى العالم العربى والإسلامى وأفريقيا

تحركات البرلمان العربي أتت من واقع إنتفاء الأسباب التى تضع السودان في قائمة الإرهاب وهو الأمر الذي خلف اثاراً سالبة تستدعي تكامل الأدوار والتنسيق المشترك بين البرلمان العربى ووزارة الخارجية السودانية، والمجلس الوطنى السودانى، وجامعة الدول العربية لوضع الخطوط الرئيسية لتنفيذ خطة التحرك لرفع اسم السودان من القائمة من خلال الاتفاق على آلية للتنسيق وتبادل المعلومات بشأن التقدم المحرز للسودان في مكافحة الإرهاب

وسبق أن اقترح البرلمان العربي إعداد مذكرة قانونية من خلال المجلس الوطنى السودانى تستعرض كل المسوغات التى تُحدد الحجج القانونية الطاعنة فى بقاء اسم السودان على القائمةالأمريكية وأحقية السودان في استعادة اندماجه السياسى والاقتصادى على كل المستويات العربية والإقليمية والدولية، خاصة بعد إنجاز عدد من الإصلاحات على المستوى الداخلى والتى تُوّجت بمخرجات الحوار الوطنى

الدعوات لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب لم تكن من قبل البرلمان العربي فقط بل سبق ان دعا الإتحاد الافريقي كما علت اصوات بعض المجموعات الغربية التى تنادي بضرورة ازالة اسم السودان من قائمة الإرهاب من خلال النظر الى الجهود الذي ظل يبذلها في مكافحة الظاهرة. وحذر بعض الخبراء داخل الولايات المتحدة من استمرار إدراج السودان في القائمة لإنتفاء الأسباب الأصلية لهذا التصنيف لجهة انه لا يمثل الوسيلة الأنجع لتحقيق أهداف تعزيز التفاهم المتبادل والذي يؤدي في نهاية المطاف لقرارات عمليّة للتصدى للصراعات المحلية والإقليمية الملحّة

ومن الواضح أن الرغبة في رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب اصبحت متبادلة بين الخرطوم وواشنطن على حد سواء، وتشير جميع المؤشرات الى ان الولايات المتحدة بدأت تتجه الى تغيير نظرتها للسودان بما يحقق علاقات استراتجية بين الجانبين وبعد الإختراق الأخير الذي احدثه السودان في توقيع اتفاق السلام بين الأطراف المتنازعة في جنوب السودان اتضح جلياً دوره الكبير في حل القضايا الإقليمية مما يستدعي الولايات المتحدة الى استصحابه السودان كشريك في حل القضايا الدولية والإقليمية والإستفادة من دوره في مكافحة الظواهر التى تهدد الامن الاقليمي والدولى وعلى رأسها الإرهاب

توقيت بدء تنفيذ خطة البرلمان العربي مع انعقاد القمة الأفريقية الحادية والثلاثون بالعاصمة المورتانية نواكشوط واشادتها بدور السودان في توقيع السلام بين فرقاء جنوب السودان يحمل عدد من الإشارات التى من شأنها أن تعجل بقرار إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب