ألقيت هذه المداخلة في الندوة التي نظمتها الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومه الوطنية تحت شعار : التحية والعرفان لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز
يؤدي جهل التاريخ ا إلى ضبابية في رؤية الأجيال لذاتها فيصير مآلها التيه السرمدي فالفناء الحتمي ومن هنا كان نداء رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بأهمية كتابة التاريخ الوطني و في الذروة منه و السنام : تاريخ المقاومة الوطنية (الجهاد )الموريتاني ضد الاستعمار الفرنسي ـ لأن التاريخ و إن كان : ( في ظاهره لا يزيد عن أخبار الأمم و الدول و السوابق من القرون الأول .. ففي باطنه نظر و تحقييق ، و تعليل للكائنات و مبادئها دقيق و علم بكيفيات و أسبابها عميق . عندا بن خلدون ) ، و لمعرفته فوائد يري مالك بن نبي أنها : تتجاوز النتائج النظرية إلى نتائج تطبيقية تتصل بسلوكنا في الحياة ، و تحدد مواقفنا أمام الأحداث و المشكلات الناجمة عنها ، و مهمة التاريخ كما يرى آرنست لافتس : (أن يصنع مواطنين و جنودا و ناخبين صالحين ) ، فبه تدعم اللحمة الوطنية و يبنى الإجماع على الوطن و الثوابت الوطنية و يفسح الأمل وقت الضيق و يبني الاعتزاز وقت الشدة ، فالإنسان يمتاز بوعيه التاريخي وبالماضي نرى الحاضر و نستشرف المستقبل .
و بالتاريخ تحفظ الذاكرة و توصل إلى الأجيال بأمانة لاستلهام عوامل القوة والانتصارو التغلب على عوامل الضعف و الانكسار ، و انسجاما مع تلك الرؤية نجد أن الثابت الأبرز في تاريخ هذا الشعب هو الإباء و رفض الذل و الهوان و الخضوع للأجنبي منذ1000عام علي الاقل:
ـ فقد أوقف أبناءه المرابطون للزحف الأسباني و أبقوا الإسلام 300 سنة في الأندلس بانتصارهم في معركة الزلاقة 23/10/1086
ـ وقارعوا البرتغالين على السواحل ففقدوا الآلاف قتلى و600 أسير ما بين 1441 و 1448
ـ و منعوا النخاسة الأطلسية خلال القرن 17م و عرقلوا احتلال الضفة اليسرى طيلة النصف الأول من القرن التاسع عشر .
ـ لتصل المنازلة بين هذا الشعب و الاستعمار الفرنسي ذروتها من 1903 حتى 1934 ، إذ نجد مقاومة باسلة باعتراف الفرنسيين أنفسهم لهذا الاحتلال تعانقت فيها كل فئات المجتمع ، فروت دماء شهدائها الزكية سهول ووهاد و هضاب و جبال هذا الوطن الغالي من سهول الضفة إلى وديان الخروب و من الرأس الابيض داخلت أنواذيبو إلى ظهر النعمه مسطرة ملحمة سوف تبقى خالدة من الصبر والجهاد ظهر ا وقبل تناول هذه المعارك أنوه الي اعتمادناالمراجع التالية أساسا:
- الطالب أخيار بن مامينه، :الشيخ ماء العينين،علماء وأمراء في مواجهة الاحتلال الأوربي
- النقيب ديفور،العمليات العسكرية في موريتانيا، ترجمة المقدم محمد المختار بن بيه
- الرائد جيلييه : التوغل في موريتانيا .ترجمة : محمدن حمينه.
وقد صادف رمضان هذا العام ذكرات معارك خالدة سنة 1908 وهي صعبة للفرنسيين باعتراف الرائد جيلييه :
نعرض لها بايجاز أرجو ان لا يخل وهي :
أـ معركة : أيكنينة التيكويت: 22 ـ 05 ـ1908صادفت 6رمضان الحالي
عدد قوة المقاومة : 80 والقائد : عبد الله ولد باريك
عدد قوة الاحتلال : 89 والقائد : أوبير Aubert
عدد شهداء المقاومة : 15 من بينهم القائد
عدد قتلى قوة الاحتلال : 03 من الرماة
ب ـ معركة : العزلات: 4 يونيو 1908 تصادف 19 رمضان الحالي
عدد قوة المقاومة : 50 القائد : أحمد الديد
عدد قوة الاحتلال : قافلة إمداد محروسة من 15 فردا
عدد شهداء المقاومة : 00
عدد قتلى قوة الاحتلال :3
ج ـ معركة : المينان: 13 و 14 يونيو 1908 تصادف يومي 28و29رمضان القادمين
عدد قوة المقاومة : 140القائد : سيد محمد ولد حامني
عدد قوة الاحتلال : 140القائد : مانجان "بوضرس " Mangin
عدد شهداء المقاومة : 25
عدد قتلى قوة الاحتلال : 60 من بينهم القائد مانجان
لنبدأ الرمضانيات وهي سبع معارك بمعركة آلاك :
1ـ معركة : ألاك عاصمة ولاية البراكنة : 19 رمضان 1321ـ الموافق 08 ـ 12 ـ 1903
عدد قوة المقاومة : 400 والقائد : الأمير أحمدو ولد سيد أعلي
عدد قوة الاحتلال : 210والقائد : كبولاني XAVIER CPPOLANI
عدد شهداء المقاومة : 10
عدد قتلى قوة الاحتلال : 2
2ـ معركة : النيملان
30 كلم غربي تجكجة وهي بلدية ريفية: 8 رمضان 1324ه ـ موافق: 25 ـ 10 ـ 1906
عدد قوة المقاومة : 700 والقائد : مولاي إدريس بن عبد الرحمن
عدد قوة الاحتلال : 90 القائد : الملازمان أندريو و دي فرانسي Anderieux & De franssu
عدد شهداء المقاومة : 80
عدد قتلى قوة الاحتلال : 26
3ـ معركة : أعقيلة النعجة : مخيم أهل اعمر اكدبيجه
في اينشيري على بعد 40 كلم جنوب اكجوجت: 24 رمضان 1324 10 نوفمبر 1906
عدد قوة المقاومة : غير محدد
عدد قوة الاحتلال :112والقائد :الملازم أول بيرجي Berger
عدد شهداء المقاومة : 13
عدد قتلى قوة الاحتلال : 2
4ـ معركة : لتفتار
تكانت 22 كلم إلى الجنوب الغربي من المجرية 20رمضان 1326 ه ـ: 15 أكتوبر 1908
عدد قوة المقاومة : 100 والقائد : سيد محمد ولد حامني
عدد قوة الاحتلال : 59 والقائد : Allard
عدد شهداء المقاومة : 12
عدد قتلى قوة الاحتلال : 30 من بينهم القائد
5ـ معركة : الأروي بوكرن
على بعد 32 كلم غرب التواجيل / تيرس زمور:30رمضان1342ه ـ موافق: 5 مايو 1924
عدد قوة المقاومة : 110 والقائد : وجاهة
عدد قوة الاحتلال : تجمع من كتيبة الترارزة والكتيبة الأولى والثانية لآدرار
عدد شهداء المقاومة : 8 بمن فيهم القائد
عدد قتلى قوة الاحتلال : 4
6ـ معركة : الطريفيات
تقع على بعد 17 كيلومترا جنوب شرق شار:9ــ12رمضان1343هـ: 2 – 5 ابريل 1925
عدد قوة المقاومة : 350 والقيادة : جماعية :أيت أربعين إسماعيل ولد الباردي وأحمد ولد حمادي ومامين ولد سيداتي واحمج ولد الخطاط وغيرهم وقاضي الغزوة . محمد عبد الله ولد عبد الوهاب
عدد قوة الاحتلال : الكتيبة 1 جمالة آدرار عددها 150القائد : النقيب دي جيرفال De Girval
عدد شهداء المقاومة : 30 من بينهم القائد
عدد قتلى قوة الاحتلال : 17 من بينهم القائد
7ـ معركة آمساكة (الهجوم على الشاحنات الفرنسية ) 22 رمضان 1352،ا08 يناير 1934
عدد قوة المقاومة : 17 مجاهدا وبقيادة المجاهد : ابراهيم السالم ولد ميشان
عدد قوة الاحتلال : ست شاحنات عسكرية وبقيادة الملازم : لبتي : le petit
موقع المعركة : سهل آمساكه غربي آدرار
عدد شهداء المقاومة : 0
وعدد قتلى الاحتلال : ضابط صف ، وجرح سبعة 7 ثلاثة رماة واثنان الكوم ، وتعطيل سيارتين وحرق واحدة بعد الاستيلاء على ما فيها من متاع
وكخلاصة : نستنتج من هذه الرمضانيات الملاحظات التالية :
1ـ أنها استمرت من 1321 للهجرة 1903 م إلى 1352 للهجرة 1934 م : أي طيلة فترة المقاومة كانت هناك معارك رمضانية مشهودة الفعل والتأثير .
2 ـ أن هذه المعارك : 14.3 في المائة منها في الثلث الأول من رمضان و 28.6 في المائة في الثلث الأوسط و 57 في المائة في الثلث الأخير من رمضان ، مما يعني لمن يدرك أهمية رمضان في حياة المسلمين إصرار المقاومة وحرصها على النيل من العدو مهما صعب الظرف الزماني وازداد مشقة كأنهم يثبتون بنوتهم لصحابة أيام بدر .
3ـ أن المقاومة حشدت خلال المعارك الرمضانية مجتمعة 1677 مجاهد استشهد منها 163 شهيدا أي نسبة 9.7 في المائة وعدد قوات الاحتلال خلالها 471 جنديا فقدوا خلالها 84 جنديا بينهم ضباط وضباط صف أي نسبة 17.83 في المائة ، مما يعني قدرة المقاومة على اختيار واستغلال ميدان المعركة وتطوير أساليبها ، وسيظل رمضان شهر قيام وصيام ومقاومة أيضا .
والسلام عليكم ورحمة الله .