تابعت عن بعد-فأنا محظورة التدوين و التفاعل عبر حسابي الخاص لشهر بدأ عده ليلة الواحد و الثلاثيين من ماي المنصرم - الجدل "البزنطي" الذي أثاره بعض الأشقاء الموريتانيين، خلصوا فيه -ظلما و عدوانا -أنا أسأنا للرئيس الراحل المختار ولد داداه و أنا بهذا لا نحفظ لطريق الود "الشاق" قضية .
و إني لأجزم الآن و النخب التي يفترض أنها تقرأ و تطالع و تكتب عن بينة هي من تبنت لي قولا لم أتفوه به و لم أكتبه و تقولت علي، أجزم أن كل هذا اللغط بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة .. الغابة التي سيتفيأ الجميع بظلها رغم نوايا حرقها المبيتة .
كتب أحد المدونين أني أسأت للراحل المختار ولد داداه مستنكرا - إعجاب بعض الموريتانيين و عندما سألته عن متى و كيف رأى ذلك و أنا مبعدة قسرا عن فضاء التدوين أجاب بأنه قرأ ذلك عند مدونيين ثقة.. هنا ذكرته بالحديث الشريف :" كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " .. و رغم أنه صوب تدوينته كما ادعى إلا أنه نسب لي إعتذارا لم أقدمه مطلقا لأني ببساطة لم أفعل ما يستوجب مني ذلك .
لحد الآن و رغم ما وجد الولي مصطفى السيد رحمه الله عند معظم الذين شاركوا هذا الجدل العقيم من كلام نابي لا يجوز في حق أموات المسلمين، إلا أنني لا أجد عندي أي انزعاج من ذلك .. فالولي ولي الشعب الصحراوي و زعيمه و محل إجماعه و غيرهم ليس ملزما بالمرة أن يشيد بثوريته و لا حتى الترحم عليه ما دام لا يود ذلك .. الأمر لا ينقص عندنا من مكانة رجل ثورتنا و مؤسس دولتنا و باخع نفسه لأجلنا.
و من رأيي أيضا أن مكانة المختار ولد داداه عند شعبه، لا ينقصها أن يذكره الصحراويون كرأس نظام قسم الصحراء الغربية مع المغرب بموجب اتفاقية مدريد الثلاثية.. و لأني متابعة جيدة للشأن الموريتاني أرجو من كل قلبي أن يحصل في يوم من الأيام الاجماع الموريتاني الشعبي و الرسمي على كل رموز الدولة الموريتانية بدء بالمقاوميين القدماء مرورا بالراحل المختار ولد داداه وصولا للنظام الحالي..
لا ننوي مطلقا دعوة الذين أثاروا هذا الجدل غير المجدي إلى مقايضة مكانة الولي فيهم بالمختار عندنا... الأمر غير وارد و غير ممكن البتة، بل إننا لا نرجو منهم حتى الترحم على الولي و كل شهداء قضيتنا.. بل ندعوكم فقط لقراءة التاريخ المشترك و فترة الحرب اللعينة و أسبابها و دوافعها وتداعياتها بعيدا عن العاطفة و الصبيانية و الضغينة..و ندعوكم لبصيرة ترون بها أن العلاقات الموريتانية الصحراوية واقع لا مفر منه شئتم ذلك أو أبيتم عنه و شئنا ذلك أو أبينا عنه .. و من منطلق قدرية تلك الروابط و سطوتها نفضل دائما السعي لتوطيدها و إخراجها أحسن المخارج.