التراويح "25"
"سورة "الأحقاف"
يرتل الإمام من سورة الأحقاف المكية آخر السور المفتتحة ب"حم" المستهلة بتوحيد الله آيات مشابهات لما انتهت به سابقتها نفس ؛ وتسمت السورة ب"الأحقاف" لحديثها عن ديار عاد الذين أهلكهم الله بسبب طيشهم وتكذيبهم؛وترك ذكرهم باقيا للعبرة حتى تقوم السماء والأرض؛وترك منازلهم باليمن آيات للمتوسمين؛ تتحدث عن مواضيع التوحيد وأدلته وتثبيت النبي عليه الصلاة والسلام؛شأنها شأن التنزيل المكي،تعلم بعض الآداب للمسلمين نحو :برور الوالدين"ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا " لترشد لقيمة البرور وفوائده وسن الرشد"أربعين سنة " والزواج وغرضه "وأصلح لي في ذريتى"
لتكون قصة السورة "واذكر أخا عاد ..." آذنة بالمعارضات المتكررة بين الحق والباطل؛وبين المصلح والمفسد؛وعاقبة التكبر والاستعلاء "بل هو مستعجلتم به ريح"،
وأما قصة الجن "وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " فتربي القلوب وتهذب السلوك وتبين الأدب مع تلاوة القرآن؛"فلما حضروه قالوا أنصتوا"
وتشير إلى أن الدعوة مسؤولية يقوم بها كل من عرف الحق"فلما قضي
ولوا إلي قومهم منذرين"؛وجاءت الخاتمة تبيانا لعدل الله ومجازاته لكل إنسان بما اكتسب "فهل يهلك إلا القوم الفاسقون "
سورة "محمد"
مدنية تكمل الأحقاف بتبين الفاسقين؛"الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله " تركز على موضوع "القتال" والجهاد" في سبيل الله؛مبينة أحكام الأسرى والغنائم؛ محذرة من النفاق وضغائن المنافقين؛ تنادى بوجوب طاعة الله ورسوله؛مذكرة بزوال الدنيا وقيمة الإنفاق "وإن تتولو يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "
سورة "الفتح "
وبعد تبيان أحكام الجهاد ووصف حالة المجتمع؛ وبعد أكثر من ثلاث سنوات...على تطبيق التعاليم الواردة فيه؛كان تبشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح مكة وطمأنة من معه من المؤمنين؛وفضح المنافقين ؛ تصف السورة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصفا بديعا مبينة تجليات الإسلام في أخلاقهم وأثر نوره في جوارحهم "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" كما تبشر السورة أصحاب بيعة الرضوان .....
إنها فتح وبشارة وروح إيمان وطمأنة وسكينة "وكفى بالله شهيدا"
سورة "الحجرات"
إنها مدنية كسابقاتها تراعى نمو المجتمع وتطوره الحضاري؛فبعد الأمر بالقتال في سورة محمد وبعد البشارة والطمأنينة التي نزلت بالمؤمنين بدأت السورة بترتيب بيت المسلم من الداخل وتأسيس دستوره الأخلاقي من أجل ذلك جاءت النداءات الخمسة بتعاليمها وتربيتها؛توقر النبي صلى الله عليه وسلم؛تحذر من إعلام الفساق و؛
وكأن الآيات "وإن طائفتان من المؤمنين..." توحى بتوسع المجتمع المسلم وتوحده وتأمينه من الغزو الخارجي لأن السنة سنة تسع؛وتوجيه القتال كان إلى تبوك؛ووفود العرب تترى على المدينة مؤمنة صادقة مبايعة؛ إن السورة تحذر من الغيبة؛والظن؛ وتصوير الأمور على غير حقيقتها كما فعلت قبيلة "بني سعد" قالت الأعراب آمنا" وتوصى كذلك بالتعارف و تبين معيار الفضلية عند الله "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
"إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون "
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك