اذا قسنا تحالف إيرا والصواب على تحالف الناصريين مع مسعود أو مع الحر، فقد تنازل كلا الطرفين عن بعض طرحه وسلوكه وكانت المحصلة انجازا معتبرا في كفة الانسجام المجتمعي، ولو كان ذلك على حساب ثورية خطاب الرئيس مسعود فيما قبل التحالف وعلى حساب "بيظانية" حركة الناصريين المفترضة.
وبالمناسبة قيل عن الرئيس مسعود كثير مما قيل عن بيرام قبل أن يصبح محل اجماع بين قوى سياسية كثيرة في انتخابات ٢٠٠٩؛ وهو ما قد يحصل بعد فترة مع بيرام اوغيره؛ في النهاية سيدرك الجميع أن التعايش هو الحل؛ وأنه لا يمكن أن يكون هناك تعايش الا في ظل الشراكة الحقيقية والندية التامة وليس التبعية والاستغلال.
نقطة اخرى يفضحها هذا النمط من التحالفات الجريئة وهي مشكلة السياسيين وخاصة الايديولوجيين منهم في إباحة لانفسهم ما يجرمون به الاخر أيما تجريم. فبين عشية وضحاها تشاهد البعض يقوم بما كان يجلد الاخرين بما دونه او مثله؛ لكن لحسن الحظ ان الواقع السياسي والاجتماعي اقوى من صراع الايديولوجيات العبثي وسيوقعهم في المزيد من التضارب او التناقض؛ وافضل ذلك ما كان منه يخدم وحدة البلد ويعمق الصلة بين مجتمعه.
اتمنى التوفيق للتحالف الجديد فما فعلوه هو عين الصواب.
وكامل التنديد بما اقدمت عليه وزارة الداخلية من منع وتصييق على مواطنين مسؤولين يمارسون حقا مشروعا.