زاوية رمضان مع الأستاذ أفاه ولد أحمد مخلوك
من المدينة المنورة بالبلاد المقدسة
التراويح "1"
افتتح كتاب الله بحروف مقطعة (الم ) ليكون ظاهره حروف عربية وباطنه فهم وسلوك وحياة ومعيشة ؛تدبرا ومعايشة لواقعه وأزمنه عبادة وتوحيدا لمن خلقه ونزله تنزيلا؛ ليكون نصيب أهل النفاق نصيبا وافرا من وحي الليلة ؛تنبيها لتقدمهم على الأخيار في كل الأزمنة مع وجود الأخيار في المقدمة الحقيقية كما هو حال ذكرهم بدون تفصيل في بداية السورة ؛ ليبين الله الأمثال للناس؛ينظرون إليها بكرة وعشيا في كل لحظة من لحظات معيشتهم المتقلبة عبر الزمن "بعوضة "؛ ولتجذر قصة تعليم الملائكة قصصا جميلة من التواضع والخضوع والتعامل الكريم للكريم المتعال ؛ ليشرع الوحي تنبيها لبعض هنات تعامل المخلوقات وضعفها ؛لينادى "آل اسرائيل " تذكيرا بعهد الله الذي نقضوه ولازالوا يفعلون ؛الباسا للحق وطغيانا وكفرا ؛ وكان حقا أن يكون البر عملا وفعلا وسلوكا لا وعظا وخداعا ؛ وهاهي حالة موسى المعيشية التعاملية تجسد واقعا يحتاجه الجنس البشري أوجه وجوده المتلونة في الكون ؛ لتكون حصة الليلة القرآنية آذنة بوعد ووعيد للسحرة وأضرابهم من أهل الشعوذة والتخفي نفورا من الحق وتلبيسا عليه ؛ "مانسخ من آية " آيات الله متكررة في كل عصر تخويفا ولفتة لرب الناس والعباد ؛ليعبدوه ويؤمنوا برسله وكتبه؛ ولعمرى آيات الله تتجذر اليوم من غير إعجاز ووحي ... ولم تزل الأماني بأيدى المبلسين يتمنون بها مالم يعملوا له؛ استهزاء بمساجد الله "ماكان لهم أن يدخلوها إلا خائفين " وهذا النعل بالنعل يشهد ويلحظ هذه الآونة بصورة أوضح وأبلغ ... ولكن أهل الحق والدعوة الصحيحة ؛وأصحاب الهدف لايهم الخونة وأصحاب الهمم الدنية "ولن تسأل عن أصحاب الجحيم . ولئن كان حديث الوحي الشريف عن شأن نبيه ابراهيم عليه السلام مع بيته الكريم وشأن نبيه ابنه. اسماعيل أيضا حديثا قصصيا قرآنيا تثبيتا ؛فإنه تنبيها وتنويها بالقادة والرواد أصحاب "الفكرة " والمشروع " (من ذريتي ...) (ووصى بها .....) ثم محاججة أهل الباطل مستمرة كذبا وزورا وبهتانا "سيقول السفهاء" د.افاه ولد الشيخ ولد مخلوك تقبل الله صيامكم وقيامكم.
التراويح "2"
السفه غالبا قول وفعل ؛يتدرج مع أصحابه تدرج أهل الرشد في المجتمعات؛والامة الوسط أمة متبعة؛لايهمها اقناع الآخر بالمعتقد والحقيقة ؛"ماتبعوا قبلتك " والصبر والصلاة مهيع الخير ومحض الاستعانة والرشاد "استعينوا بالصبر " والابتلاء سنة كونية يعقبها فجر مكرمات وعزة يتدفق قوة وخيرا . وفعال الصالحين الصادقين الخالية من الأهواء والتحريف قد تكون جالبا للخير واليمن للبلاد والمجتمعات ؛ تتشرف بأن قد تكون شعائر دينية "إن الصفا والمروة ..." والكفر والأنداد وأشياخ البدع والخرافات وقادة الفجور والفسق ؛كلها سبلا للنار وأزقة للضيق والخزي دنيا وآخرة ؛كما يدعوا الشيطان للرذيلة ؛حرم الشارع كل ما إليها يجر من أكل الميتة وكتمان الحق .. والبر ليس التقلب شرقا وغربا بل سلوكيات تتلون وتتشكل حسب الزمان والمكان والأحوال تنطلق من الوحي وإليه ترجع ؛والقصاص إنما جعل للحياة ؛وكذا الوصية جعلت للمحبة والتعايش ؛والصوم للعبادة وتهذيب النفوس ؛وفضل شهر الرحمة مسطور في كتاب الله مبين مفصل ؛ والله يجيب دعوة عباده من غير واسطة "وتلك وربي عبادة قل من يتفطن لها " إن حصة الليلة تحل وتحرم متعلقات السلوك والأقوال والأفعال ؛سياسة واقتصادا وسلما وحربا وانفاقا ؛تبينا لأحكام الحج لعظمته وفضله؛تذكيرا لبني اسرائيل بآيات ربهم التي يبدلونها بكرة وأصيلا ؛ وهاهي حالة الناس قبل التحريف والانحراف الذي أدى لارسال الرسل اليهم عليهم السلام؛ تامر بالتمسك بسبل النجاة ومطارق الحياة ؛ليحرم الشارع ويغلظ في كل مايمس الروح والعقل والجسم ؛حفاظا على الحياة والأنفس"يسئلونك عن الخمر ..." وبئس الفعل وبئس من يفعله؛ وكأنه مقدمة لبعض التصرفات التي ينتهكها شارب الخمر وصنوه ؛ ان خامرته الرذيلة من غير تقنين؛"التحرش ؛السرقة "(النكاح والأيمان ؛والتمييز بين الحلال والحرام ؛والطلاق ؛مبينا ومفصلا لبعض أحكامهما ؛والأمر بمسببه يذكر )؛ ثم تختلط الدموع بالعاطفة مع الإيمان والإحسان في البرور وأحكام الرضاع وأحكام الزوجية "والوالدات ..." مراعاة للحقوق المادية والمعنوية للمطلقة والمتوفى ... وجاء التأكيد على الصلاة وتبيانها حتى في حالة الخوف رجوعا لأحكام المطلقة وحفاظا على الحقوق عموما ؛ ليكون القتال والدفاع عن الحق وأهله مقصوص في كتاب الله قصة صادقة ماتعة وسردا بليغا يكتب ماورائيات الحكمة والعقل "الم تر إلى الذين خرجوا ..." "قول معروف ومغفرة " تعامل أهل البيت والمجتمع ودبلماسية الدول ؛يرجع للخير إن كان خيرا أصلا ؛وخير أحيانا من واجبات النفاق والمعيشة والصدقة ؛مع فضلية العطاء والإنفاق وأجرهما الكريم ؛ الدكتور :افاه الشيخ مخلوك تقبل الله صيام الجميع وقيامه .
التراويح "3"
الإنفاق هو ذلك العطاء الخفي والظاهر أحيانا؛ شعورا بالمسؤولية واستحضارا للأجر العظيم؛ شكرا للنعم الإلاهية وحفاظا على الفطر القويمة السليمة؛والشيطان له بالمرصاد والله واسع عليم ... وما يمحق المجتمعات ولا الأسر والأفراد أشد خطرا من "الغش والتحايل والكذب ومتعلقاتهم ؛ مثل "الربا ؛ وعدم كتابة الدين " لذا بين الشارع خطورة الأمرين حفاظا على صفاء الأنفس وسلامة المودة وقوام المعيشة ؛وسلاسة التعاملات ظاهرها وخفيها ... وهكذا تكون خاتمة كل شيئ كعنوانه تأكيدا والتزاما بما بين وفصل ؛فماكان أوامر ونواهي في مجمله وأحكاما معيشية ؛ربنا جل جلاله في ختام السورة ينفى الكلفة على غير المستطاع وعكس ذلك صحيح ؛مرشدا لتذكر الدعاء واللجوء إلى الله في كل الحالات والمآلات ؛وسع ربنا علما وحكمة . جاءت سورة آل عمران تلو البقرة وكأن القرآن يبين في البقرة الخطوط العريضة للسبيل الذي على الأمة والعباد سلكه ؛هاهي آل عمران تبين وتفصل الأمور التى تعين على ذلك النهج فكانت المائة آية الأولى منها وكأنها تثبيت وترسيخ للعوامل الذهنية والفكرية تمحيصا لها تذكيرا بالرسل وكتبهم واقرارات بني البشر على أنفسهم ؛كي يواجهوها أي "الأفكار " داخليا في مابينهم وربهم وأنفسهم ؛وخارجيا في تعاملاتهم مع الغير ؛وكانها لتقر موضوع المحاججة التي سرد فيها "قصة وفد نجران " وتمهد للحدث التاريخي الذي هو قص "غزوة أحد " لتكون بداية السورة تنبيه للكتب ودعاء يعين على اتباع الكتاب المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم ؛ثم تدرجت الآيات لتخاطب الأنفس وخلجاتها "زين للناس حب الشهوات ..." والخيرية والتنافس إنما في الحصول على الجنان ... وبعض عرض حوادث كونية وآيات ربانية جليلة من إعطاء الملك لمن شاء الله ؛وتعاقب الليل والنهار ؛وعلمه جل جلاله بما في الصدور ؛؛كان الحديث عن الاصطفاء وقصة عمران وامرأته ؛تنويها بواجبات الزوجية وحقوق البنات الإناث ؛والدعاء للذرية بالصلاح والهداية والعمل على ذلك ....ويأكد الأمر نفسه حديث الوحي عن زكرياء عليه السلام ؛ثم طهارة مريم وما تجلب الطهارة عادة راحة البال وصدق النفس وعلو الدرجة والسمعة والذرية الصالحة ؛ لتكون قصة عيسى آذنة بالموهبة وتنميتها والطهارة واستغلالها والصدق ومبرراته والدعوة ونجاحها ؛والغلبة ومسبباتها ؛وكذب خصومه وادعاءاتهم ؛ومافعلوها يقينا . ثم بين ربنا ان ماكان هو القصص فعلا وإذا كان القارئ والمتدبر حصفا سيلحظ الحياة والاخرة ومابينهما ؛ وهكذا يرجع الحديث لمحاججة أهل الكتاب ؛وذكر بعض واقعهم وسلوكياتهم تتخله وقائع النصح والارشاد والتعلم والآداب .... الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك