قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" إن الآباء والأجداد قاموا ببناء دولة ووطن بدمائهم الزكية وشيدوه بعقولهم وسواعدهم القوية، كما سلموا الراية لنا خفاقة قوية راية الاستقلال راية الحرية راية القيم راية النضال راية المواطنة راية تحمل كل خير، متسائلا لكن ما الذي حصل للأسف بعد أن سلموها لنا، مضيفا إنه التراجع، فلم نوقف تلك العجلة التي كانت تبني وكانت ترفع وتعلي من شأن هذا الوطن داخليا وخارجيا، بل إنه أصبح من بيننا وللأسف من يهدم تلك القيم التي بناها الآباء والأجداد، نعم لقد ظهر الفساد في البحر والبر وفي الجو وفي كل مكان بما كسبت أيدي بعضنا.
وأكد خلال مهرجان جماهيري في عاصمة ولاية أدرارا، أطار إن المال العام أصبح بعد أن كان عند المؤسسين مقدسا محترما مصانا، أصبح اليوم يهرول إليه كل من هب ودب وذلك على حساب المستشفيات عندنا وعلى حساب الصرف الصحي، وعلى حساب التعليم، لقد أصبح المال العام مستباحا بعد أن كان مصانا عند جيل التأسيس في هذه الدولة، مضيفا إنه الخزي والعار أن يكون الفساد مستشريا بهذا الحجم الكبير وترفع شعارات دون أن تكون هناك معالجة حقيقية وجادة له.
وأوضح أنهم طالعوا خلال الأسابيع الماضية تقريرا لمحكمة الحسابات وارتاحوا لهذا التقرير وما صاحبه من إحالة للقضاء والنيابة، لكن للأسف نرى أن الأمر قد انتهى، قائلا من هنا ومن مدينة أطار الحبيبة نقول مجددا لا للفساد ولا للمفسدين، أوقفوا الفساد، وقد قلنها من نواكشوط وكيهيدي وسيلبابي ونعيدها اليوم رفضا للفساد والمفسدين، وآن الأوان ليقوم الجميع من أجل مقاومة الفساد والمفسدين حتى يجردوا من المناصب ويعيدوا ما سرقوا من مال عام للمواطن يحتاجه في تعليمه وكهربائه وصحته وطرقه وفي كل مناحي الحياة، نؤكد أننا لن نقبل بفساد يستمر في بلدنا ويهدد مستقبله.
واستغرب رئيس حزب تواصل اعتقال رئيس منظمة الشفافية محمد ولد غده لأنه بلًغ عن الفساد وعبر عن اصراره على رفضه للفساد، مطالبا بالإفراج عنه، مؤكدا أن المبلغين عن الفساد لايمكن أن يكون حظهم السجن بل ينبغي أن يكرموا وأن يشرفوا وأن يجعلوا على الرؤوس، داعيا إلى هبة وطنية ضد الفساد، مؤكدا أن ذلك لن تكون إلا بتعبيرنا جميعا عن رفضنا للفساد والمفسدين والعمل يدا واحدا لمحاربته.
واعتبر أن زيارته لمدينة أطار تهدف إلى تواصل الحزب مع المواطنين ودعوته لكل المواطنين حتى غير المنتمين للحزب، معتبرا أن الزيارة تأتي في إطار برنامج الدخول السياسي للحزب والذي سيشمل كل ولايات الوطن للتعبير عن الاستعداد لحمل هموم المواطن والتعبير عنها بكل شجاعة من خلال فريقه البرلماني ومن خلال مؤسسة المعارضة ومن خلال أنشطة الحزب وهياكله القاعدية.
وأشار إلى أن المواطن لم يعد راضيا عن الصحة والتعليم والكهرباء والطرق والأسعار، مؤكدا أن المواطن لم يعد راضيا عن أي شيئ، معتبرا أن دخول الموظفين ضعيفة جدا ولم تعد تمكنهم من اقتناء أي شيء ، وأن ارتفاع الأسعار يصاحبه ضعف دخول الموظفين، مع البطالة المستشرية في حملة الشهادات، والهروب للخارج بحثا عن العمل.
وطالب الحكومة بالعمل بشكل جيد من أجل ايقاف الفساد، وتحسين ظروف الموظفين، مستغربا زيادة المدرسين بعشرة آلاف التي لاتسمن ولاتغني من جوع، مؤكدا أن المعلم ينبغي أن يجعل على الرؤوس وأن يمنح راتب وزير كما أكد ذلك خلال الحملة الانتخابية الماضية ويؤكده اليوم، مشددا على ضرورة أن يشرف المعلم في المجتمع.
وكان رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" قد عبر في بداية كلمته عن سروره بالتواجد في أطار، مدينة الكرم والعلم ومدينة المقاومة، معتبرا أنها مدينة الصبر والانتاج ومدينة النخيل وواحات النخيل الجميلة، مؤكدا سعادته في هذا المساء بوجوده في مدينة الصلحاء والعلماء في مدينة الأبطال الشهداء، في مدينة الزهاد والأولياء، نعم إنها مدينة الإمام الحضرمي عليه رحمة الله تعالى، نعم إنها مدينة الأمير الشهيد سيدي أحمد ولد أحمد عيده، نعم إنها مدينة أعل الشيخ ولد أمم، إنها مدينة احتوت كل خير وفضل، إن السعادة لايمكن أن يعبر عنها لمن يوجد في هذه المدينة المباركة.
وأضاف إننا في هذا الأيام وفي هذه الأسابيع نعيش ذكرى الاستقلال المجيدة وهي مناسبة أعبر لكم ومن خلالكم إلى الشعب الموريتاني بكامل التهنئة بهذه الذكرى، وقد ذكرتها لأن لها ارتباطا قويا بأدرار بهضابه بجباله بأدويته، حيث كانت المقاومة الباسلة، حيث سالت الدماء في معارك بطولية وقعت في هذه الولاية المجيدة لطرد المحتل عن أرضنا، فرحم الله شهدائنا الأبطال.
