
في سياقٍ وطنيٍ يتّسم بتحولاتٍ عميقة، تجذيرا للإصلاح ومحاربة للفساد، ودفعا بعجلة التنمية، واعتناء بالفئات الهشة وهمومها، تأتي زيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى ولاية الحوض الشرقي لتجسد نهجًا راسخًا في ممارسة الحكم، يقوم على القرب من المواطن، والإنصات إلى الأطر والفاعلين، لترسخ سياسة تقوم على الفعل الهادئ بدل الشعارات العابرة.
لقد جعل فخامة الرئيس منذ توليه المسؤولية من سياسة الاتصال المباشر قاعدةً ثابتة في إدارة الشأن العام، مؤمنًا بأن بناء الثقة لا يتم عبر الخطب، بل عبر الاستماع والتفاعل مع المواطنين في مواقعهم، والأخذ بآرائهم في توجيه القرار التنموي. وهكذا تحوّل اللقاء المباشر إلى أداةٍ لتقويم الأداء، وجسرٍ دائمٍ بين الدولة ومواطنيها.
وتكتسب ولاية الحوض الشرقي في هذا الإطار مكانةً خاصة، لما تشهده من استثماراتٍ تنمويةٍ كبرى في مجالات البنية التحتية والزراعة والمياه والتعليم، جعلت منها نموذجًا للعدالة الاجتماعية والتوازن الجهوي، اللذان حملهما المشروع الوطني للرئيس الغزواني.
فالولاية لم تعد هامشًا جغرافيًا، بل ركيزةً من ركائز التنمية المتوازنة، ومجالًا حيًّا لتجسيد مفهوم الأمن الشامل الذي يربط بين حماية الأرض ورعاية الإنسان.
وتأتي الزيارة أيضًا في ظرفٍ إقليميٍ دقيق، لتؤكد حضور الدولة الموريتانية بثقةٍ كاملة على حدودها الشرقية مع الجارة مالي، ولتجدد الإيمان بأن السيادة الوطنية تُصان بالفعل الهادئ لا بالخطابة والبيانات، وبقوة الجيش الذي يحمي دون أن يهيمن، ويبني كما يدافع.
فهي رسالة طمأنينةٍ للمواطن، ورسالة احترامٍ للجار، ودليلٌ على أن موريتانيا قادرة على التوازن وسط محيطٍ مضطرب.
بهذه الرؤية الإصلاحية، يثبت فخامة الرئيس أنه رجل الدولة المؤتمن على مستقبل الوطن؛ يبني بالثقة، ويقود بالعقل، ويجعل من الصمت وسيلةً للفعل، ومن الإصغاء إلى الناس أساسًا للحكم الرشيد، فموريتانيا في عهده تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ سيادتها واستدامة أمنها وتعميق وحدتها، في نموذجٍ نادرٍ من القيادة التي تجمع بين الحكمة والقوة، وبين القرب من المواطن والوفاء للعهد.

