أثار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، جدلا واسعا في الجزائر ومالي، عقب تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها الحدود بين البلدين بأنها "مصطنعة"، رسمها الاستعمار دون مراعاة للواقع الثقافي والاجتماعي لسكان المنطقة، مقترحا وساطة روسية لخفض التوتر السياسي المتصاعد بين الجانبين.
وفي مؤتمر صحفي عقده بموسكو، بحضور وسائل إعلام عربية، أشار لافروف إلى استعداد بلاده للعب دور الوسيط بين الجزائر وباماكو، معتبرا أن بعض أسباب التوتر تعود إلى "مخلفات الحقبة الاستعمارية".
وقد قوبلت تصريحاته برفض واسع في الأوساط السياسية والإعلامية في البلدين، خاصة في الجزائر، حيث اعتبرت مساسا بالثوابت السيادية ومحاولة لإقحام موسكو في ملف غير مطروح أصلًا، مؤكدين أن مسألة الحدود محسومة ومعترف بها منذ عقود من قبل الجميع.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات قد تربك العلاقات الروسية-الجزائرية، ما لم توضع في سياقها الصحيح أو يتم توضيح الموقف الرسمي لموسكو بشأن احترام سيادة الدول الإفريقية، وسط اتهامات لروسيا بالسعي لتعزيز نفوذها الاستراتيجي في المنطقة تحت غطاء الوساطات الدبلوماسية و المساعدة في بسط الأمن.
