
في الوقت الذي اختار فيه حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) إصدار بيانٍ تشاؤمي حول واقع التعليم، تستمر الحكومة الموريتانية، بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في تنفيذ برنامج إصلاحي عميق يُعيد للتعليم مكانته اللائقة بوصفه حجر الزاوية في مشروع بناء الدولة الحديثة.
لقد جعل فخامة رئيس الجمهورية من التعليم محورًا مركزيًا في رؤيته التنموية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن إصلاح المدرسة هو المدخل الطبيعي لإصلاح الوطن كله. واليوم، لم يعد التعليم في موريتانيا ملفًا مؤجلًا أو ورقة انتخابية عابرة، بل مشروع وطني فعلي تُترجمُه الأرقام والوقائع على أرض الواقع.
رؤية فخامة الرئيس: تعليم موحّد، عصري، ومنفتح
أطلق فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه مقاليد الحكم مسارًا إصلاحيًا شاملاً في قطاع التعليم، يقوم على ثلاث ركائز أساسية:
1. المدرسة الجمهورية: مدرسة عمومية موحدة تجمع أبناء الوطن تحت سقف واحد، تُكرّس قيم المواطنة والمساواة، وتُعيد الثقة في التعليم العمومي بوصفه الأداة الأولى للترقي الاجتماعي.
2. تحسين جودة التعليم: عبر إصلاح المناهج، وتطوير الكفاءات، وإدخال التقنيات الرقمية في الإدارة والتدريس.
3. العدالة في الولوج إلى التعليم: بتقريب المدارس من المواطنين في القرى والأرياف، وتوسيع الخريطة المدرسية لتشمل جميع الفئات والمناطق.
إنجازات ميدانية تشهد على جدية الإصلاح
من بين المؤشرات الملموسة التي تؤكد حجم التحول الجاري في عهد فخامة رئيس الجمهورية:
• تشييد 5,400 حجرة دراسية جديدة، من بينها 1,200 دخلت الخدمة هذا العام، ما ساهم في الحد من الاكتظاظ وتحسين ظروف التمدرس في كل الولايات.
• اكتتاب أكثر من 13,000 مدرس جديد منذ سنة 2019، أي ما يمثل حوالي 60% من الطواقم التربوية الحالية، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البلاد.
• زيادة معتبرة في أجور المدرسين وتحسين أوضاعهم المهنية والمعيشية، إدراكًا لأهمية دورهم المحوري في بناء الأجيال.
• إدخال اللغة الوطنية في التعليم وتفعيل سياسة تعريب واقعية هادئة، تراعي الخصوصية الثقافية للمجتمع الموريتاني دون صخب أو مزايدات.
• تعميم الرقمنة في الإدارة المدرسية، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية دقيقة تشمل المؤسسات، والكوادر، والطلاب، لتوجيه القرار التعليمي على أساس علمي لا ارتجالي.
بنية مدرسية تتطور… ومدرس ينهض من جديد
لم يعد المعلم الموريتاني مهمشًا كما في السابق، بل أصبح اليوم في قلب العملية التربوية، بفضل الرؤية الحكيمة لـ فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي وجّه الحكومة إلى إعادة الاعتبار للمدرس مادياً ومعنوياً.
وفي الوقت ذاته، تتوسع البنية التحتية التعليمية لتشمل مناطق لم تعرف التعليم النظامي من قبل، مع تجهيز المدارس بالمياه والكهرباء والمرافق الحديثة، ما يعزز من جودة البيئة الدراسية.
ردٌّ على تواصل: الإصلاح لا يُقاس بالشعارات
بيان حزب تواصل، الذي حاول تصوير المشهد التعليمي بصورة سوداوية، يتجاهل عمداً التحولات الجذرية الجارية في الميدان، ويغفل أن الإصلاح الحقيقي عملية تراكمية لا تتحقق بين عشية وضحاها.
فخلال فترة قصيرة نسبيًا، وضعت الدولة أسس إصلاح تربوي شامل، بمقاربة تشاركية هادئة تجمع النقابات، وأولياء التلاميذ، والخبراء، والفاعلين التربويين، بعيدًا عن الضجيج السياسي.
إنه إصلاح بالعمل لا بالخطاب، وبالإنجاز لا بالادعاء، وبالمعلومة الدقيقة لا بالمزايدات الحزبية.
لقد نجح فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في تحويل ملف التعليم من عبءٍ مزمن إلى أولوية وطنية حقيقية.
وما تحقق حتى الآن من إنجازات في البنية التحتية، وتكوين المدرسين، وتحديث المناهج، يمثل بداية مرحلة جديدة من تاريخ التعليم في موريتانيا.
إن من يتجول اليوم في المدارس، من كيهيدي إلى ازويرات، يدرك أن موريتانيا تسير بثقة نحو مدرسة جمهورية حديثة، مدرسة تؤسس لوطنٍ عادلٍ، موحدٍ، ومستنيرٍ بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
المصطفى الشيخ محمد فاضل