![](https://mourassiloun.com/sites/default/files/styles/large/public/field/image/IMG-20250209-WA0093.jpg?itok=nn0D9mmL)
قال الدكتور والأستاذ الجامعي الموريتاني، محمد اسحاق الكنتي، إن "المتصوفة ليسوا أهل رواية ولا أهل دراية" وأن المجاملة أكبر مصيبة في المجتمع الموريتاني.
وانتقد الكنتي "التصوف" في مداخلة له خلال جلسة علمية في صالون الشيخ محمذن ولد محموداً، قائلاً إن قول المتصوفة إن (كل التصوف إسلامي) تحتاج إلى مراجعة، إذ لا أحد مصدق في أقواله"، على حد قوله.
ونفى الكنتي صلة للاحسان بالتصوف قائلا إن قول الصوفية إن (الإحسان هو التصوف) يحتاج إلى البرهنة والدليل من الكتاب والسنة.
واستدل الكنتي على ذلك بأن أياً من الصحابة (رضوان الله عليهم) لم يقل بالتصوف ولم يفسر كلمة (الإحسان) بالتصوف عندما نطق النبي صلى الله عليه وسلم بها" وأن أغلب التابعين لايعرف التصوف، ولم يعرف هذا المصطلح إلا نهاية القرن الثاني الهجري.
وانتقد الكنتي بشدّة بعض المقولات التي عزاها للمتصوفة، ومنها: (من تفقه ولم يتصوف فقد تفسّق)، معتبرا أن فيها وصفا لجزء كبير من المسلمين بالفسق.
وساق الكنتي مقولات أخرى عزاها لأهل التصوف، مثل (الحق حق، وغيره مجاز) منتقدا إطلاقها دون تفسيرها تفسيرا دقيقا يظهر حقيقتها.
وتعليقا على هذه المقولة رأى "أن المجاز لاقرار له ولاحقيقة له، وليس مقصودا في ذاته بل هو معبرٌ إلى غيره", مضيفا عندما نقول "إن الحق وحده حق وماسواه مجاز" هل معنى هذا أن الشريعة مجاز، وهل العبادة والعباد والتكليف مجاز؟.
ورأى أن أحد إشكالات التصوف "إطلاق الكلام على عواهنه"، دون تبرير ذلك، كما جزم بأن "التصوف ليس علما برهانيا" بل هو "علم ذوقي"، وكل واحد يحدث عن حقيقته.
وانتقد الكنتي أيضا مقولة (الأبوة الروحية آكد من الأبوة الطينية) - التي عزاها هي الأخرى للمتصوفة - قائلا إنها "تصادم شرع الله، وتخالف الآية القرآنية (ووصّين الانسان بوالديه) التي تعني الأبوة الطينية" حسب تفسيره.
واستغرب في ذات السياق أن تصبح "الأبوة الطينية" أقل في الدرجة من الأبوة الروحية "التي لم يعرفها الصحابة ولم يقبلها كثير من المسلمين"، مستدلا على مكانة الأبوة الطينية بما ورد في الحديث من أن برّ الوالدين سنام الاسلام.
وخلص الكنتي في انتقاداته للتصوف إلى أن وصف النص بالجفاف (العلم النصي جاف) لاينبغي، لأنه كلام الله وسنة محمد، ولأن الجفاف كلمة ذم، ولأننا كمسلمين نتعبد بقراءة النص وفهمه.