![](https://mourassiloun.com/sites/default/files/styles/large/public/field/image/IMG-20250206-WA0056.jpg?itok=CDvjI3U0)
ظمت عمادة الدراسات العليا بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون ورشة علمية دولية (حضوريا وعن بعد) حول : "لامركزية التعليم العالي..وتحديات المواطنة والتنمية المحلية"، أطرتها نخبة من الأساتذة والباحثين من الدول الشقيقة: المغرب والجزائر وتونس وليبيا والسنغال، إضافة لجامعة نواكشوط وجامعة العلوم الإسلامية في لعيون.
وتميزت جلسة الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها الاستماع للنشيد الوطني، ومتابعة فلم وثائقي يعرف بأنشطة عمادة الدراسات العليا. بعد ذلك ألقى عميد الدراسات العليا الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد(مدير الورشة العلمية الدولية) كلمة ترحيبية بين فيها أن الجامعات المعاصرة وجدت لرفد المجتمع بالكوادر العليا في مختلف الميادين، إضافة للاشعاع المعرفي، العلمي والثقافي، والانفتاح على المحيط الاجتماعي، والتفاعل البناء مع القضايا الوطنية الكبرى. وأضاف بأن اعتماد اللامركزية من قبل الدول المعاصرة شكل فتحا مبينا وجسد تحولا جذريا، وتغيرا حاسما متسقا مع روح الديمقراطية وأسس الحكامة الرشيدة، ومستجيبا لمتطلبات التنمية العادلة ، الشاملة، المنصفة، الدائمة والمستديمة، الجامعة والمانعة. وخلص الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد إلى أن تنظيم هذه الورشة يتنزل في سياق السعي لرفع مستوى الوعي، محليا ووطنيا، بأهمية ومردودية لامركزية التعليم العالي فيما يتعلق برفع مختلف التحديات والاكراهات ذات الصلة بالمواطنة والتنمية المحلية.
بعد ذلك ألقت الدكتورة ليلى عسراوي أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط بالمملكة المغربية الشقيقة كلمة باسم الأساتذة المحاضرين المشاركين من الدول الشقيقة ثمنت خلالها تنظيم عمادة الدراسات العليا لهذه الورشة العلمية الدولية نظرا لأهميتها وراهنيتها، معبرة عن سعادتها بمد جسور التواصل بين جامعة العلوم الإسلامية بلعيون ونظيراتها بالدول الشقيقة.
واختتمت جلسة الافتتاح بكلمة لرئيس جامعة العلوم الإسلامية بلعيون البروفسور محمدو ولد لمرابط أن موضوع ھذه الورشة يكتسي أهمية بالغة حيث يعكس إحدى الركائز الأساسية للتوجهات الاستراتيجية التي تتبناها الدولة الموريتانية تحت القيادة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يولي أهمية لقطاع التعليم بشكل عام وهو ما تضمنه برنامجه الانتخابي “طموحي للوطن، الرامي إلى تعزيز تكافؤ الفرص في جميع مناطق البلاد وخلق توازن بين الجهات، وأضاف أنه في هذا السياق تأتي جهود حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي التي تدعم بشكل كبير تعزيز لامركزية التعليم العالي، حيث وضعت الدولة خططا شاملة تهدف إلى توزيع الفرص التعليمية بشكل عادل بين مختلف الجهات وتوسعة الخارطة الجامعية من أجل توطين الجامعات في محيطها الجهوي وتحقيق التوازن بينهما في إطار سياسة لامركزية مؤسسات التعليم العالي.
وقد توزعت الأوراق العلمية لهذه الورشة الدولية على المحاور العلمية التالية:
المحور الأول: مفهوم وأسس اللامركزية: المواطنة والتنمية المحلية، وقد تحدث فيه د. أحمد بزيد عبدالله (أستاذ الاقتصاد والمحاسبة ورئيس مصلحة الشؤون الأكاديمية بكلية الشريعة، وخبير محاسبي معتمد)، عن "الإطار المفاهيمي للامركزية ودورها في التنمية المحلية".
المحور الثاني: فلسفة وأهداف لامركزية التعليم العالي، وقدم فيه فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد كوري يابة الساليكي (نائب عميد كلية أصول الدين – جامعة العلوم الإسلامية بلعيون)، ورقة بعنوان: الهدي القرآني في لامركزية التعليم.
المحور الثالث: دور لامركزية التعليم العالي في ترسيخ قيم وثقافة المواطنة، وقدمت فيه الأكاديمية التونسية د. كوثر سويسي (أستاذة باحثة في علم النفس الاجتماعي بمركز حوار الحضارات والأديان المقارن، سوسة - تونس)، ورقة علمية بعنوان: لامركزية التعليم العالي وتحديات المواطنة والتنمية المحلية: الفرص والمخاطر.
المحور الرابع: دور لامركزية التعليم العالي في ترقية التنمية المحلية، وفيه ألقى د. عبد الله سيد أحمد فال (الأمين العام لجامعة العلوم الإسلامية بلعيون)، محاضرة بعنوان: لامركزية التعليم العالي ودورها في التنمية المحلية (تجربة جامعة العلوم الإسلامية بلعيون نموذجا).
المحور الخامس: التجربة الموريتانية في لامركزية التعليم العالي، وفيه تحدث د. الحسن ولد اعمر بلول (أستاذ علم الاجتماع بجامعة انواكشوط، ومدير سابق للتعليم العالي، ومكلف بمهمة بوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي)، عن "الامركزية في التعليم العالي (التجربة الموريتانية)".
المحور السادس: التجربة العربية في لامركزية التعليم العالي وأثرها على المواطنة والتنمية المحلية، وتدخل فيه كل من:
- د. ليلى عسراوي (جامعة محمد الخامس بالرباط – المملكة المغربية)، بموضوع حول "التعليم الجامعي عن بعد بين الممكنات والمعيقات".
- د. بوحنية قوي (جامعة قاصدين مرباح – ورقلة - الجزائر)، بمحاضرة بعنوان: لامركزية التعليم العالي في الجزائر وتعزيز المواطنة، الإجراءات والتطبيقات.
- د. صلاح الدين صالح امحمد (الهيئة العلمية للبحث العلمي)، التجربة الليبية في مجال لا مركزية التعليم العالي.
المحور السابع: التجربة الإفريقية في لامركزية التعليم العالي وأثرها على المواطنة والتنمية المحلية، وكانت فرصة للاستماع إلى الباحث السنغالي د. جيم عثمان درامى (باحث في جامعة داكار ومدير الشؤون الدينية في رئاسة الجمهورية السنغالية) الذي تحدث عن "التجربة السنغالية في مجال لا مركزية التعليم العالي".
وقد شهدت فعاليات هذه الورشة العلمية الدولية نقاشا ثريا وتبادلا وتداولا علميا ومعرفيا خلاقا بين المحاضرين من الدول الشقيقة ونظراءهم بجامعة نواكشوط وجامعة العلوم الإسلامية بلعيون، وحضرتها الطواقم الإدارية والتدريسية من مختلف الكليات بالجامعة، إضافة للطلاب والدارسين من مختلف المراحل التعليمية.