أدلي أحدهم، لا شعوريا و من غير طلب، بشهادة حق، والحق ما شهد به "الفرقاء/الشركاء"، وذلك بتأكيده مصداقية البلاد و قوة حضورها وتأثيرها في العلاقات الدولية علي المستويات الثنائية و متعددة الأطراف٠
وهل يقاس مستوى الثقة والمصداقية والنفوذ على المستوي الدولي بمؤشر أبلغ تعبير من القدرة على تعبئة التمويل ؟!٠
ثم إن مثل هذا التصريح هو في الوقت نفسه إقرار بنجاعة السياسات والبرامج التنموية، وبالشفافية، والوفاء والالتزام، وبالاستقرار وحماية الحقوق والحريات٠
فما تم الحديث عنه من قروض متنوعة، عديدة، متزامنة، هو وجه من أوجه نجاحات أخري كثيرة جدا، مكنت من تحسين ظروف حياة المواطن، و من تخفيف حدة التفاوت بين فئات شعبنا، ومن إقامة وتوسيع شبكات أمان إجتماعي، وخدمات عامة عادلة واسعة وجيدة. ومن إعادة بناء وتطوير وتنشيط اقتصاد منتج صاعد ومتنوع.
ومن المفارقات العجيبة أن تكون بلادنا -الي جانب ما سبق ذكره وهو فيما يبدو محل " إجماع " !!- النموذج الفريد الناجح في معالجة ملف معروف لديون تاريخية شائكة، وأن تستدعي تجربتها غير الإعجاب و التقدير والتثمين.
إن عدد اتفاقيات الشراكة والتمويل التي تم، ويتم ابرامها مع مؤسسات وهيئات مختلفة، في تزايد مستمر. وتغطي كافة المجالات الخدمية، والتنموية، وتشمل جميع المناطق والتجمعات السكنية.
لقد تم إكمال مشروعات بدأ تنفيذها قبل عقود عديدة من الآن، وتم إقرار و تنفيذ أخري لم تكن متوقعة في الأفق القريب. كما تم إثبات القدرة الفائقة على الانجاز المتقن والسريع.
وتم في هذا السياق الإعداد الجيد لمشروع سقاية كيفه الذي سيمكن من تزويد مدن وتجمعات سكنية كثيرة بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من النهر، وهو مشروع استراتيجي حيوي وعملاق، يحظى بعناية جادة.
إن موريتانيا الجديدة رؤية وحكامة وجدية ومصداقية المنبثقة من مشروع القائد الكبير فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، المصلح، العادل، المخلص لوطنه، المصمم على القضاء على الفساد، الخادم لشعبه، الصادق مع نفسه، المخبت لربه، لا مكان فيها لما كان معهودا من ارتجال ومضاربة واحتيال، و من فساد في الحكامة السياسية، والمالية والإدارية، و من تمالئ بين أطراف تتناقض مظاهرها مع طبيعتها.
يجب علينا جميعا أن ندرك حقيقة ما يجري في بلادنا اليوم، إنه الإصلاح الشامل، والتحول المجتمعي العميق، ضمن مسيرة النمو، والرقي، والنهوض.
ويجب على الطبقة السياسية عموما فهم طبيعة المرحلة، مرحلة إعادة التأسيس، ومرافقتها بما تستلزمه من جدية، وأمانة، ومراجعة للنهج والخطاب.
وعندها ستصبح كل من المعارضة والموالاة أكثر انسجاما مع الذات، وقدرة على القيام بالواجب، و الاسهام في الشأن الوطني، في ظروف أحسن، وبأداء أحسن، ومن منظور واضح ومتماسك.