تمثل المنتديات الجهوية للتخطيط التنموي التشاركي التي أطلقتها الحكومة قبل أيام خطوة استراتيجية نحو تفعيل اللامركيزية بمدلول تنموي بارز، وإحياء مؤسساتها التي ولدت ميتة، وبذلك تتم إعادة رسم وتحديد طبيعة العلاقة بين الدولة والمواطن، ويتم تعزيز وترسيخ روح المشاركة الشعبية في إعداد وصنع القرار.
وتعكس هذه الخطوة الهامة الالتزام القوي لحكومة معالي الوزير الاول المختار ولد اجاي بالتنفيذ الجاد والكامل والسريع للبرنامج الطموح لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
إن إشراك المواطن في تحديد أولويات السياسة التنموية، يمثل تحولا جوهريا في أسلوب الحكم، حيث أصبح طرفا مؤثرا في صنع القرار، في إطار عملية واسعة للتبادل والتكامل والحوار، تشمل مختلف شرائح الرأي والقوي الحية وهيئات المجتمع المدني ومنظمات الشباب والنساء، على المستويات المحلية والاقليمية.
وستمكن هذه المقاربة حتما، من اعتماد خطط تنموية تلبي الحاجات الفعلية للسكان، وتقلص الفوارق الإجتماعية والتفاوت بين المناطق، دون أدني تأثير لعوامل الضغط وللمؤثرات الأخري المعيقة للتنمية المتوازنة، وللعدالة والمساواة.
ومن هذا المنظور تكون المنتديات الجهوية للتنمية، أكثر من مجرد آلية للتنفيذ، بل هي تعبير عن تحول عميق في النهج والمقاربة، و مدخل للتحول المجتمعي الشامل الذي دعا إليه فخامة الرئيس قبل أسابيع قليلة من مدينة شنقيط.