ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﻤﻬﺘﺪﻭﻥ ﻭﺑﻌﺪﻟﻪ ﺿﻞ ﺍﻟﻀﺎﻟﻮﻥ ﻻ ﻳﺴﺌﻞ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻭﺍﺻﻠﻲ ﻭﺍﺳﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﻨﺐ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺨﻂ ﻭﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﺷﺄﻭﺍ ﻟﻤﺎﺩﺡ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ..
ﻓﺎﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﺘﺐ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻣﺔ ﺑﻼ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺑﻼ ﻫﻮﻳﺔ ﻻﻥ ﺍﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺻﺒﻐﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﻭﺷﺎﺭﺓ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻻ ﺗﺨﻂ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺑﻴﻤﻴﻨﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺑﺨﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺍﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻂ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻗﺎﺭﺓ ﺍﻷﻡ ﻭﻣﻬﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺧﻂ ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺛﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺎﻟﻲ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺷﺮﻕ ﺳﻨﻐﺎﻝ ﻭﻏﺎﻣﺒﻴﺎ ﻭﻏﻴﻨﻴﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﻜﺎﻛﻬﻢ ﻭﺍﺗﺼﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺗﻢ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺧﻄﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻭﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﺛﺮ ﺍﻋﺘﻨﺎﻗﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺗﺒﻨﻴﻪ ﺩﻳﻨﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻏﺎﻧﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺍﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺧﻄﻬﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻀﻄﺮﻳﻦ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺮﺑﻴﺎ .
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﺃﻥ ﻣﻠﻚ ﻏﺎﻧﺎ ﺍﺗﺨﺬ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻓﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻛﺘﺎﺏ ﺿﺒﻂ ﻭﺗﺮﺍﺟﻤﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺧﻄﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﻟﻺﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻲ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﺧﺬﺍ ﻭﻋﻄﺎﺀ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺑﻬﺪﻑ ﻃﻤﺲ ﻫﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻗﻤﻌﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺏ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻷﻫﺪﺍﻓﻪ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻭﺳﻢ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﺒﺸﺎﺭﺗﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﺠﻴﺔ ﺗﻤﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﻬﻢ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮ ﺛﻘﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺧﻄﻄﻮﺍ ﻹﺟﺒﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺃﺑﺸﻊ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ 1908 ﻡ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﺪﻳﻤﺎﻏﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺑﺈﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻜﺘﺒﺎﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﻴﻨﻲ ﻭﺑﻮﺧﻮﺭﻭ ﻭﻗﻤﻮ ﻭﺻﺎﻻﻧﻜﻮﻧﺪﺍ .…
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﺪﺓ ﻋﻘﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻗﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻻﻓﺎﺭﻗﺔ ﺑﻌﺪ ﻃﻤﺲ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﻭﻧﻬﺐ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺇﺫﻻﻟﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩﻫﻢ ﻭﻫﺪﻡ ﺑﻨﻴﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻭﻭ . ﻣﺨﻠﻔﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺗﻴﺎﺭﻳﻦ ﻣﺘﻨﺎﺯﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻴﺎﺭ ﻣﺴﺘﻌﺮﺏ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﺨﻂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺗﻴﺎﺭ ﻣﺘﺎﻭﺭﺏ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﻠﺨﻂ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ .
ﻭﻗﺪ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﺤﺘﺪﻣﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﺃﻡ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎﻥ ﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻤﻬﻢ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻭﻳﻤﻮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﺍﺩ ﻓﻜﺮﻱ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﻳﺮﻱ ﺭﻭﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻗﺮﺏ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺇﺫ ﺍﻥ ﺟﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻻﺗﻴﻨﻴﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻊ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻛﻲ ﺗﺘﻮﺍﻛﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﺮﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺑﻮﻥ ﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﺃﻱ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﻂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﻨﻤﻂ ﻟﻐﺔ القرآن ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺬﺍﻙ ﻳﻜﺴﺒﻬﺎ ﻋﻨﺼﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻃﻤﺴﺎ ﻟﻬﻮﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺗﺮﺍﺟﻌﺎ ﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺠﻮﻝ ﺟﻮﻟﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ .
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻨﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺗﺎﻧﻴﺴﻪ ﺑﻌﻤﻖ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺘﺎﻭﺭﺑﻮﻥ ﺑﺘﺠﺴﻴﺪ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻜﺘﺒﻮﺍ ﻭﺣﺮﺭﻭﺍ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻭﻣﻘﺎﻻﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺟﻢ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺟﻢ ﺣﺴﺐ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻌﺠﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺟﺎﻛﺎﻧﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ .
ﻓﻘﺪ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻠﻘﻲ ﺷﺪﻳﺪ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﻭﻻ ﻛﺒﻴﺮ ﻛﻴﺪ ﺑﻔﻌﻞ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻲ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﻧﻨﻜﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﺍﻧﻀﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺻﺮﻳﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺎﻭﺭﺏ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺆﻳﺪﻳﻦ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ﻟﻠﺤﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﻞ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺮﻱ ﺟﻬﺎﺑﺬﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺑﻴﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻭﻳﺤﺮﺭﻭﻥ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻫﻞ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺘﺎﻭﺭﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺏ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ .