نص التدوينة
تعتبر "كدية أم اكرين" أحد أهم المعالم الطبيعية في ولاية اينشري المسجلة في الذاكرة الجمعية، حيث ظلت على مر العصور نبع حياة ومصدر إلهام، ورمزا تاريخيا وثقافيا له مكانته الراسخة في عقول ووجدان اهل المنطقة.
فهي منارة يهتدى بها العابرون في مهامه تلك الربوع، الهمت بسحرها وجمالها الشعراء والادباء والفنانين؛
يقول أحمد ولد أحمد مرحبه:
عاكب شوفك للغرد الزين .. يالعين أشوفت لمريَ
شوفِ ذاك اكرين أم اكرين .. أذيك الكبلي لرظي
كما ظلت حرمة هذا المعلم مصانة من قبل كل الشركات المعدنية التي تعاقبت على استغلال المنجم، وباسمها سمت أهم مشاريعها لما تمثله من معلم يؤرخ للنشاط المعدني في البلاد عامة.
وها هي اليوم " ام اكرين" تدك من قبل معاول شركة MCM لطمس آخر معالم التاريخ المادي والمعدني لهذه الولاية دون ان تراعى فِي ذك إِلًّا وَلَا حرمة لشواهد التاريخ ولذاكرة الأمة، ولمعلم ارتبط به وجدان أهل الأرض.
والمبرر الذي تسوقه الشركة، هو السعي لإطالة أمد مشروعها الاستخراجي محدود الأثر والتأثير على المكان والسكان والبلد عموما، مع انعدام الأثر الاقتصادي والاجتماعي له على الولاية بشكل خاص، والبلد بشكل عام، رغم ما يؤدي إليه من تفاقم الأثر البيئي وزيادة المخاطر الصحية على السكان.
ونحن على أبواب تجديد أو مراجعة الاتفاقية مع هذه الشركة؛ فإننا نطالب السلطات العمومية، بضرورة تحسين الاتفاقية المبرمة معها، باتجاه حماية الموروث التاريخي والحضاري للبلد وشواهده الشاخصة، ولتعزيز الاستفادة من هذه الثروة، وضمان انعكاسها على المحيط المحلي، فضلا عن صيانة حقوق الساكنة وأجيالها اللاحقة وحمايتهم من تأثيراتها الخطيرة على البيئية، والتي ستظل قائمة لآماد بعيدة، واستعادة بسط سيادة الدولة على تسيير و ادارة مياه بنشاب التي استنزفت من قبل هذه الشركة، مما تسببت في ازمة عطش حادة في الولاية .
النائب سيد أحمد محمد الحسن
نائب مدينة أكجوجت