تونس مدينة خضراء بعمارات شاهقة و جمال بديع -صور

اثنين, 30/09/2024 - 11:04

بعمارتها الكثيرة الشاهقة و خضرة تغطي مجالها الجغرافي، تنتصب مدينة تونس على الضفة الشرقية لخليج الأبيض المتوسط، ممثلة جوهرة من اروع ما شيده الإنسان على هذا البحر الهادئ و الجميل و نموذج راقي لتلاقح الثقافات.

 

المتجول في شوارع و باحات مدينة تونس، (خاصة القادم من موريتانيا)، سيلاحظ حتما كثرة العمارات الشاهقة و الضخمة، المنبثقة من بين الأشجار، و المكونة في غالبيتها من 9 طوابق،  محاذية أرصفة الشوارع الرئيسية و الأزقة، و كأنما أريد للمدينة أن تكون فعلا ، مدينة العمارات المتوسطة، أي دون ناطحات السحاب و فوق العمارات العادية، تماشيا مع الطبقة المتوسطة،  (غالبية الشعب التونسي)؟

 

زائر مدينة تونس، حتى للمرة العاشرة، يقولون إنه، لابد ان يزور برج الساعة "المنقاله"، الواقعة في وسط المدينة، على شارع الزعيم و المحاهد، لحبيب بورقيبة،  و التي يتنادى لها الزوار و التونسيون، كل صباح للتمشي مئات الأمتار، و كانهم يردون التحية على الزعيم المنصوب له تمثال ممتطيا جوادا و ملوحا بيده، و كأنه يحيي الزوار.

 

 

في شارع بورقيبه، لا تخطئ عينك مجموعات من السياح و هم يتحدثون فرادى و جماعات عن تونس و عن جمالها و عن حلاوة الحياة فيها، فتونس تعتبر أفضل الوجهات السياحية في العالمين العربي و الإفريقي، حيث تستقبل سنويا حوالي 9 ملايين سائح (2023)، يستفيدون لطافة المناخ و من تنوع الخدمات السياحية و الفندقية، المتوفرة لكل الجيوب (غالية و متوسطة و رخيصة).

 

في تونس، المقاهي و المطاعم، متراصة على الشوارع، امام واجهة كل منها، أحد العمال، ينادي على المارة، مبتسما و مستعرضا ما يوفره مطعمه، من أطعمة و مشاوي و مرطبات مشروبات، كل ذاك في جو من البساطة و جمال المكان، في هذه المكاعم، تقابل الكثير من الجنسيات زوارا و عمالا (العربية و الإفريقية، و الأوروبية).

 

الثقافة حاضرة في تونس، حضور الشعب التونسي، فهم صناعها و بناة دورها و منشآتها، فكما أنجبت بلادهم رجالا و نساء ذاع صيتهم في كل آفاق الدنيا: ابو القاسم الشابي (شعرا) و لطفي بوشناق و لطيفة و صابر الرباعي (طربا) و نوري بوزيد و فريد بو غدير و يوسف الشابي و عبد الله شامخ...و كما انها أنجبت هذه القامات فقد بنت لهم و للأجيال من بعدهم، دورا للثقافة و مساحات للإبداع، تراها متناثرة برونقها المعماري الفريد، على ملتقى شارعي، محمد الخامس و قوريش الكبير، اوبرا تونس، مسرح الولايات، مدينة الثقافة- الشاذلي لقليبي... بعض النظرة عن الفاضاءات الأخرى المنتشرة في أحياء المدينة الخضراء.

 

كل هذا وغيره، من غير أن ننسى، القيروان، اعجوبة التاريخ و منجم الفقه و اللغة و التي فاضت معارفها في كل المنطقة، و ظلت لعدة قرون، مشربا لا يمل، لفقهاء و علماء الشناقطة و لشعرائهم و لامثالهم في البلدان المغاربية الأخرى و الأندلس، بل و حتى المشرق العربي.

 

 

الأسعار في تونس، اعلى قليلا منها في موريتانيا، و رغم ذلك، فإن جمال الأجواء و طيبة أهل المكان، تنسي الزائر، الفارق مفضلا التمتع باللحظة.

 

باباه ولد عابدين - مراسلون - تونس

 

تصفح أيضا...