تشرفت مساء اليوم مع جمهور مميز، بحضور حفل توقيع كتاب "موريتانيا بين التاريخ و الذاكرة" لمؤلفه الدكتور محمد المحجوب ولد محمد المختار ولد بيه،الحاصل على الدكتوراه في الأدب السياسي وتاريخ المقاومة من جامعة السوربون باريس (3)، الوزير والسفير السابق، الكاتب والمؤلف، الحائز على عدة جوائز، رجل الفضل والعلم والورع ، ولا غرو.
ينضاف الكتاب الجديد إلى مؤلفات متميزة أثرى بها المؤلف ساحتنا الثقافية نذكر عناوين بعضها، على سبيل المثال كتب : "أتذكر" و"مقاومة سونينكي كيديماغا للاستعمار" الذي اثبت ان المقاومة لم تكن حكرا لجهة وكتاب "موريتانيا جذور و جسور" الذي اعتبرته في تقديم سابق القصة الوطنية المفقودة ما بين مملكة غانا و ميلاد الدولة الوطنية.
كتاب "موريتانيا بين التاريخ والذاكرة" قد يكون تكملة أكثر تفصيلا لكتاب "أتذكر" الذي تناول ذكريات وخواطر وأحداث في إطار شهادة المؤلف على العصر التي تميزت بالموضوعية والالمام بشؤون الدين والسياسة والتاريخ والأدب والمجتمع والأمة ومواكبة دقيقة للاحداث الكبرى وطنيا واقليميا ودوليا.
غطى الكتاب كامل محطات المسار التاريخي والمهني للمؤلف و تطرق لنشأته ولمرحلتي ما قبل وما بعد الاستقلال ثم لحرب الصحراء وانقلاب العاشر من يوليو 1978 وسلسلة الانقلابات التي تلته واللقاءات مع جبهة البوليزاريو ومباحثات السلام لإنهاء حرب الصحراء.
محطات كان المؤلف حاضرا فيها من مركزه كمسؤول سام وأدلى بمعلومات حصرية لم تكن متاحة عنها قبل الكتاب الذي ختمه بجدول لتواريخ الأحداث المهمة منذ سنة 1087م إلى الأحداث بين السنغال وموريتانيا سنة 1989.
لقد شكل الكتاب توثيقا ممتازا وضروريا لمنعطفات حاسمة من تاريخ بلدنا لا تزال تلقي بظلالها على حاضرنا.
ومع تعبيرنا عن امتناننا للمؤلف فإننا نأمل من آبائنا وإخوتنا الكبار ان يحذو حذوه ليسجلوا لنا وللاجيال من بعدنا، شهاداتهم وتجاربهم لاثراء رأس المال الفكري والأخلاقي لمكتبتنا الوطنية ولبلدنا،أرض المنارة و الرباط، المهددة ببراكين المادية والتفاهة الطاغيتين نتيجة لتأثير الأنماط الوافدة وللجوانب السلبية للعولمة وثورتها المتواصلة في مجالي الاتصال والمعلومات.
يسلمو ولد صاليحي
