رئيس حزب الصواب : الانتخابات الأخيرة هي استمرار  لإرث طويل من التلاعب بأرادة الناخبين. ( نص الخطاب )

اثنين, 22/07/2024 - 08:35

كلمة حزب الصواب في افتتاح المهرجان 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في البداية أتمنى السكينة والاستقرار للشعب الموريتاني وأرفع باسم قيادة حزب الصواب ومناضليه صادق التعازي لاسر ضحايا الاحداث الأليمة التي جرت في مدينة كيهيدي،

أيها السادة  إن ما ينبغي الحديث عنه في  وضع بلدنا الحالي ومنطقتنا المضطربة هو كيف نصل بعد كل استحقاق انتخابي إلى الشرعية السياسية المنبثقة من تفويض ناجم عن انتخابات سليمة في كل مراحلها وذات طبيعية قادرة على  ايجاد سلطة بإمكانها بناء التماسك الاجتماعي الوطني ومعالجة تحدياتنا الكبيرة،   القديم منها والمتجدد. 

انتخاباتنا الأخيرة هي استمرار  لإرث طويل من التلاعب بأرادة الناخبين وتحطيم انتظارهم في الحصول على حكم أكثر مساءلة واستجابة وديمقراطية،  يوفر حكامة تضمن وقف السير الحثيث بنا  إلى عدم الاستقرار كالذي تتخبط فيه حولنا دول كثيرة من فشل وتفكك.. 

ولا يخفى أن ما جرى في انتخاباتنا الأخيرة يعتبر استمرارا فجا  لتلاعب بنية مجتمعنا التقليدي العقيمة التي أفرزها تاريخيا وضع ما قبل الدولة وتمثل الآن نقيضها الفعلي،  وتهديد بقائها الأول باستعدادها الدائم لا تحالف  مع المفسدين وناهبي المال العام وصناعة  وسرك يعاد تكراره كل مرة، في ظل انعدام  مؤسسات ديمقراطية لدينا قادرة على توفير حماية ولو نسبية ضد إساءة استخدام السلطة والتلاعب بهيبة الدولة ومؤسساتها الصلبة وقهر إرادة المواطنين ومنعهم من خياراتهم الانتخابية بشكل متكرر وبوسائلهم المعروفة، يساعدها التشرذم الذي  نخر جسم المعارضة في العمق  وزاد من ضعف أدائها واستسلامها لحصار السلطة وتراجع  وعي النخب   المسؤولة عن تجذير الوعي بأهمية الدولة والدفاع عن كيانها ومواجهة تهديداته الكثيرة الظاهر منها  والخفي.
إن ازمتنا الآن  ليست أمنية ولا مجتمعية بل أزمة سياسية ناجمة عن تزوير انتخابات مصيرية،  وعلاجها يقتضي الاعتراف بوجودها أولا والدخول في حلها بالعقل وحكمة القادة ونصحهم، والعدول عن لغة الخشب والاحتفال بتكرار طقس مضلل عهدناه منذ 1991.
وفي هذا الإطار يصبح ضروريا الاستجابة  لمبادرة تيار وطني وشعبي عريض أطلقها الرئيس بيرام ولد الداه ولد اعبيد بجرأة ووضوح وتجرد وعمق بصيرة وعبر عنها من خلال ثابتين : هما رفض نتائج  التزوير والتلاعب بإرادة الناخبين  من جهة ورفض الفوضى وتهديد السلم الأهلي وما يمكن أن يجرا إليه من جهة ثانية، ذلك ما يؤكده منطق النصح والإرشاد تجنبا لمصطلح - التحذير - لأن أكبر خطإ يمكن لنظام سياسي أن يقع فيه، هو رفض الأيادي الممدودة من خصومه السياسيين  لنقاش أزمة هو المسؤول عن خلقها ، والتراخي في قبول الحوار باعتباره  الطريق  الآمن لتصحيح الأخطاء وتفادي تكرارها ، 
إن قيمة أيً انتخابات تكمن  في مقدار ما تفتحه من أمل وتفاؤل لا مقدار ما تخلفه من احتقان ، وعلى فخامة رئيس الجمهورية وفريقه المكلف بالملف السياسي والأمني  إدراك هذه الحقيقة  لأن الوقت ما زال متاحا للموريتانيين لنقاش  جذورَ  أزمتهم البنيوية انطلاقا من مبادرة الرئيس بيرام الداه اعبيد والابتعاد عن كل الجهات التي لا  تقدم  الأمل ويسد التحجر آفاقها و الانصات لمن يفكرون أقل ويخشون الإقدام في اللحظات التي لا تقبل التردد.

تصفح أيضا...